مكونات التمر وفوائده الصحية

مكونات التمر

يُعدّ التمر من أقدم الأطعمة التي عرفها الإنسان، وقد ارتبط بالحضارات القديمة وخاصة في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يعتبر التمر غذاءً متكاملاً يمد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية، ويتميّز بقيمته الغذائية العالية وطعمه الحلو الطبيعي. يتم تناول التمر في صور مختلفة، سواء طازجًا أو مجففًا، كما يدخل في صناعة الحلويات والعصائر والمكمّلات الغذائية. يعود ذلك إلى احتوائه على مكونات غنية ومتنوعة تؤهله ليكون طعامًا مثاليًا للإنسان، خصوصًا في البيئات الصحراوية والقاحلة. يستعرض هذا المقال بشمول وتحليل علمي مكونات التمر الكيميائية والغذائية، بالإضافة إلى ما تحققه هذه المكونات من فوائد بيولوجية وصحية.

التركيب الغذائي للتمر

الكربوهيدرات

التمر غني بالكربوهيدرات، إذ تُشكل ما بين 70-80% من وزنه الكلي، وتُعتبر المصدر الأساسي للطاقة فيه. تتوزع الكربوهيدرات بين:

• السكريات البسيطة: أهمها الفركتوز والجلوكوز والسكروز. يُساهم الفركتوز بشكل كبير في المذاق الحلو، ويُهضم بسهولة مما يجعله مناسبًا كمصدر سريع للطاقة.

• الألياف الغذائية: التمر يحتوي على نسبة عالية من الألياف غير القابلة للذوبان (مثل السيليلوز) والقابلة للذوبان (مثل البكتين). هذه الألياف تسهم في تحسين الهضم وتنظيم حركة الأمعاء.

البروتينات والأحماض الأمينية

رغم أن التمر ليس مصدرًا رئيسيًا للبروتين، إلا أنه يحتوي على نسب معتدلة من البروتين النباتي تتراوح بين 1.5 – 2.5%. كما يحتوي التمر على عدة أحماض أمينية أساسية وغير أساسية مثل:

• الليسين

• الآرجينين

• الغلوتاميك أسيد

• الألانين

وجود هذه الأحماض يعزز القيمة الحيوية للتمر، ويدعم الوظائف العضلية والعصبية والهرمونية.

الدهون

التمر فقير بالدهون، وتتركز معظمها في النواة وليس اللب. محتوى اللب من الدهون لا يتجاوز 0.5%. إلا أن هذه الدهون تحتوي على أحماض دهنية مفيدة مثل:

• حمض الأوليك (Omega-9)

• حمض اللينوليك (Omega-6)

• حمض البالميتيك

الدهون الموجودة في نواة التمر تُستخدم في الصناعات التجميلية والتغذوية، وهي غنية بالفيتوستيرولات ومضادات الأكسدة.

المعادن الأساسية في التمر

التمر غني بالمعادن التي تلعب أدوارًا حيوية في مختلف وظائف الجسم. في ما يلي أبرز هذه المعادن:

الفيتامينات الموجودة في التمر

يحتوي التمر على مجموعة متنوعة من الفيتامينات الضرورية للحفاظ على الصحة العامة، وهي تشمل:

فيتامينات B المركبة:

• فيتامين B1 (الثيامين): يساهم في إنتاج الطاقة.

• فيتامين B2 (الريبوفلافين): يُشارك في عمليات الأيض.

• فيتامين B3 (النياسين): يحافظ على صحة الجهاز العصبي والهضمي.

• فيتامين B6 (البيريدوكسين): مهم في تكوين النواقل العصبية.

• حمض الفوليك (B9): ضروري لنمو الخلايا، خاصة أثناء الحمل.

فيتامين A:

يوجد في التمر بصورته الأولية (بيتا كاروتين)، وله دور أساسي في الحفاظ على صحة الجلد والنظر وتقوية المناعة.

فيتامين K:

يساهم في عمليات تخثر الدم، ويوجد بنسب معتدلة في التمر.

فيتامين C:

رغم أن مستواه منخفض في التمر مقارنة بالفواكه الطازجة، إلا أنه يُوجد بكميات صغيرة خاصة في التمور الطازجة (الرُطب).

المركبات الفينولية ومضادات الأكسدة

يتميز التمر باحتوائه على مجموعة واسعة من المركبات الفينولية النشطة حيويًا، والتي تعمل كمضادات أكسدة طبيعية تحمي الجسم من الجذور الحرة. من أبرز هذه المركبات:

• الفلافونويدات: مثل الكيرسيتين واللوتيولين، وتُساهم في الوقاية من الالتهابات والأمراض المزمنة.

• حمض الفيروليك: له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات.

• الأنثوسيانين: وهي صبغات تُوجد بنسبة أعلى في التمور الحمراء والسوداء، وتُظهر خصائص مضادة للسرطان.

• التانينات: تلعب دورًا في مقاومة البكتيريا وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

الإنزيمات والمواد النشطة بيولوجيًا

التمر يحتوي على إنزيمات طبيعية وإن كانت بكميات صغيرة، مثل:

• الإنفرتيز: يحول السكروز إلى فركتوز وجلوكوز.

• الأوكسيداز: تساهم في تحلل المواد العضوية داخل الخلية.

كما يحتوي التمر على مركبات نشطة بيولوجيًا مثل:

• الستيرولات النباتية: وهي مركبات شبيهة بالكوليسترول تساعد على تقليل امتصاص الكوليسترول الضار من الأمعاء.

• الميثيل يوروسوليك أسيد: وهو مركب له تأثير مضاد للالتهابات.

الماء

رغم أن التمر المجفف يحتوي على نسبة قليلة من الماء (تتراوح بين 10 – 20%)، إلا أن التمر الطازج (الرطب) يحتوي على نسبة أعلى تتراوح بين 30 – 50%. وجود الماء في الرطب يُساهم في ترطيب الجسم وتعويض السوائل، خاصة في المناطق الحارة.

المكونات العطرية والطعمية

تتكوّن النكهة الخاصة بالتمر من تفاعل معقّد بين مجموعة من المركّبات العطرية التي تشمل:

• الألدهيدات

• الكيتونات

• الإسترات

• الأحماض العضوية

هذه المركبات تتغيّر خلال مراحل نضج التمر، وتمنحه طعمه المميز وروائحه الطبيعية الحلوة، وتختلف باختلاف الأصناف والمناخ وظروف التخزين.

مكونات نواة التمر

نواة التمر، والتي غالبًا ما تُستخدم في الصناعات، تحتوي على تركيبة غذائية وصناعية غنية:

• الدهون (7 – 10%): خاصة حمض اللوريك وحمض الأوليك.

• الألياف (25 – 30%): تُستخدم في صناعة الأعلاف.

• البروتينات (5 – 6%)

• الفيتوستيرولات: تساهم في تقليل الكوليسترول.

• المركبات الفينولية: لها خصائص مضادة للأكسدة.

• البوليفينولات: تعزز مناعة الجسم وتُستخدم في مستحضرات العناية بالبشرة.

الجدول التفصيلي لمكونات 100 غرام من التمر

تنوع المكونات حسب نوع التمر

تختلف نسبة المكونات في التمر حسب الصنف (مثل المجدول، البرحي، الخلاص، السكري)، ومرحلة النضج (بلح، رطب، تمر). التمور الرطبة تحتوي على نسبة أعلى من الماء وأقل من السكر، بينما التمور المجففة غنية بالطاقة والسعرات.

المصادر والمراجع

1. Al-Farsi, M., & Lee, C. Y. (2008). Nutritional and functional properties of dates: a review. Critical Reviews in Food Science and Nutrition, 48(10), 877–887.

2. Baliga, M. S., Baliga, B. R. V., Kandathil, S. M., Bhat, H. P., & Vayalil, P. K. (2011). A review of the chemistry and pharmacology of the date fruits (Phoenix dactylifera L.). Food Research International, 44(7), 1812–1822.