مكتبة الكونغرس: تاريخها وخدماتها
تُعَدُّ مكتبة الكونغرس في واشنطن العاصمة واحدة من أبرز وأهم المكتبات الوطنية في العالم، وقد كتب عنها جين غورني في كتابه “مكتبة الكونغرس: تحديث جديد” الذي نشرته دار نشر Random House Value Publishing في ديسمبر عام 1981. هذا الكتاب يتناول تاريخ المكتبة وخدماتها بشكل مفصل، ويستعرض ثروتها الفريدة من الوثائق القيمة التي تحتفظ بها.
تأسست مكتبة الكونغرس في عام 1800، وهي تُعَدُّ أقدم مكتبة وطنية في الولايات المتحدة. في البداية، كانت المكتبة تضم مجموعة صغيرة من الكتب، لكن بمرور الوقت، أصبحت واحدة من أكبر وأغنى مكتبات العالم من حيث حجم المقتنيات وتنوعها. تقع مكتبة الكونغرس في مبنى ضخم ومعماري مهيب يُعرف بمبنى “كونغرس” الذي تم تصميمه بواسطة المعماريين توماس جيفرسون وجون شوتويل. هذا المبنى ليس فقط مركزًا مهمًا للبحث والدراسة، بل يُعد أيضًا معلمًا تاريخيًا وثقافيًا.
تاريخ المكتبة وتطورها
أُنشئت مكتبة الكونغرس بناءً على رغبة الكونغرس الأمريكي في إنشاء مكتبة تدعم الأبحاث والدراسات القانونية والأدبية. في بدايتها، كانت المكتبة تضم مجموعة من الكتب والمخطوطات التي تمثل المعرفة السائدة في تلك الفترة. ومع مرور الوقت، شهدت المكتبة نموًا هائلًا في مجموعاتها، حيث تم جمع آلاف الكتب والمخطوطات والخرائط والصور الفوتوغرافية، مما جعلها مكتبة تضم أندر وأهم المجموعات في العالم.
تاريخ المكتبة مليء بالأحداث والتحديات، فقد تعرضت في عام 1814 للحرق والتدمير خلال حرب عام 1812. لكن المكتبة أعادت بناء مجموعاتها بسرعة، واستعادت مكانتها كأحد أهم المراكز الثقافية في البلاد. في القرن العشرين، زادت المكتبة من جهودها للحفاظ على مجموعاتها، وأدخلت تكنولوجيا جديدة لتحسين وصول الجمهور إلى مواردها.
المجموعات والخدمات
تضم مكتبة الكونغرس مجموعة ضخمة ومتنوعة من المواد التي تشمل الكتب، والمخطوطات، والمراسلات، والخرائط، والصور الفوتوغرافية، والأفلام، والتسجيلات الصوتية. من بين أبرز مجموعات المكتبة: مجموعة التوثيق الرئاسي، ومجموعة الفنون الجميلة، ومجموعة الوثائق التاريخية التي تعكس تاريخ الولايات المتحدة من نشأتها إلى الوقت الحاضر.
تقدم المكتبة مجموعة متنوعة من الخدمات للباحثين والعلماء والجمهور العام. تشمل هذه الخدمات البحث في الفهارس الرقمية، والوصول إلى الأرشيفات الخاصة، وتنظيم المعارض الثقافية. كما تُقدِّم المكتبة أيضًا خدمات رقمية تتيح للباحثين الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد عبر الإنترنت، مما يعزز قدرتهم على الاستفادة من المواد دون الحاجة إلى زيارة المكتبة شخصيًا.
أهمية المكتبة
تُعَدُّ مكتبة الكونغرس رمزًا للمعرفة الثقافية والتاريخية في الولايات المتحدة، وهي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه. كما أنها تعد مركزًا هامًا للأبحاث الأكاديمية والدراسات القانونية والأدبية، وتُسهم في تعزيز الفهم الثقافي والعلمي للمجتمع.
من خلال استعراض الكتاب الذي كتبه جين غورني، يمكن للقارئ أن يتعرف على الجهود المستمرة التي تبذلها مكتبة الكونغرس في الحفاظ على مجموعاتها وتقديم خدماتها للمجتمع الأكاديمي والجمهور العام. الكتاب يُعَدُّ مرجعًا هامًا لفهم تاريخ المكتبة وتطورها، ويقدم نظرة شاملة على كيفية إدارتها لمجموعاتها القيمة وتقديم خدماتها المميزة.