“مكان الحصول” هو رواية مذهلة للكاتبة سوزان ستريت تتناول آثار العنف في أمريكا على ثلاثة أجيال من عائلة تُدعى ثومبسون، عائلة كبيرة ومستقلة تعيش في تريتاون، فوق وسط مدينة ريو سيكو بولاية كاليفورنيا، وتعمل في مجال سحب وإصلاح السيارات. يعتبر هوسيا رأس العائلة، رجل فخور ومتشدد، توفي والده في العنف الذي اندلع في تولسا قبل سنوات عديدة. تعود جميع ذكريات هوسيا بقوة شديدة عندما يتم العثور على جثتين لنساء بيضاويتين مشتعلتين في سيارة مهجورة على أرضه. هذه هي العلامات الأولى التي تشير إلى أن شخصًا ما يريد طرد هوسيا من أرضه؛ ومن مهمة ابنه ماركوس، الوحيد من بين ستة أبناء هوسيا وزوجته ذات الأصول المكسيكية النصف، التفاوض مع العالم الأبيض لمساعدة العائلة على الاحتفاظ بمنزلهم ومعيشتهم. ولكن لا يظهر حقيقة الجثث التي تم العثور عليها على أرض ثومبسون إلا عندما يعود ابن أخيه مورتيس – شاب مولع بالبنادق والسلطة التي تأتي معها – إلى ريو سيكو من لوس أنجلوس المليء بالعصابات. ويتضح أن مورتيس هو الرجل المفقود الذي يعرف الكثير عن الجريمة والعنف، ويندفع للبحث عن الحقيقة وراء الجريمة، مما يؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من الشغب والنهب في ريو سيكو تشبه تلك التي اجتاحت المدينة الكبرى المجاورة.
تدور أحداث الرواية في إطار مشوق يتناول قضايا معقدة مثل الهوية والانتماء والعنف والعلاقات العائلية وتأثيراتها على الفرد والمجتمع. بأسلوب سردي متقن، تنقل سوزان ستريت القارئ إلى عالم العائلة ثومبسون، حيث يتعرض لتجاربهم وصراعاتهم وتطوراتهم. تظهر الرواية بشكل واضح التأثير العميق للعنف والجريمة على الأفراد والمجتمعات، وكيف يمكن أن تؤثر آثارها على أجيال متعاقبة بشكل مدمر.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم الرواية لقرائها رؤية متعمقة للتحولات الاجتماعية والثقافية في المجتمع الأمريكي، وكيف يمكن للظروف الخارجة عن السيطرة أن تؤثر على حياة الأفراد بشكل لا رجعة فيه. ومن خلال تسليط الضوء على قصة عائلة ثومبسون، تسلط سوزان ستريت الضوء على قضايا أساسية في المجتمع الأمريكي وتثير الأسئلة الهامة حول العدالة والهوية والانتماء.
“مكان الحصول” تعتبر عملًا أدبيًا استثنائيًا يقدم نظرة عميقة ومؤثرة على الحياة في أمريكا، وتمزج بين السرد الروائي الشيق والتحليل الاجتماعي العميق لتقديم قصة لا تُنسى تترك أثرًا دائمًا في عقول القراء.