مكافحة الفساد العالمي: اتفاقية سيداو وجهود تعزيز النزاهة

اتفاقية سيداو، المعروفة أيضاً باسم اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، هي اتفاقية دولية أُقرت بها الأمم المتحدة بهدف مكافحة الفساد في مختلف أنحاء العالم. تم التوقيع على هذه الاتفاقية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 31 أكتوبر 2003، ودخلت حيز التنفيذ في 14 ديسمبر 2005. الغاية الرئيسية لهذه الاتفاقية هي تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في الإدارة العامة وفي القطاع الخاص.

تعتبر الدول الموقعة على اتفاقية سيداو ملتزمة بتطبيق إجراءات فعّالة لمكافحة الفساد على مستوى الداخل، وكذلك بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الآفة. يتم ذلك من خلال مجموعة من الإلتزامات التي يجب أن تتخذها الدول الأعضاء، مثل تشريعات تجريم الفساد وتعزيز الشفافية في الأنظمة الإدارية وتسهيل استرداد الأموال المنهوبة وتوفير حماية للمبلغين عن الفساد.

وتشمل الاتفاقية أيضاً ميكانيزما لمراقبة تنفيذها وتقديم تقارير دورية من قبل الدول الأعضاء حول التقدم الذي تحقق في مجال مكافحة الفساد. يُشير التوقيع على هذه الاتفاقية إلى التزام الدول بالقضاء على الفساد وتعزيز النزاهة، وهو جزء من الجهود الدولية لتحسين الحوكمة والعدالة في جميع أنحاء العالم.

حتى تاريخ معرفتي الأخيرة في يناير 2022، كانت هناك عدة دول قد انضمت إلى اتفاقية سيداو، وتاريخ الانضمام يمكن أن يتغير بمرور الوقت. يفضل مراجعة آخر المعلومات المتاحة من مصادر موثوقة للحصول على قائمة دقيقة للدول الموقعة والمنضمة إلى اتفاقية سيداو.

اتفاقية سيداو، التي تعد إحدى الأدوات الرئيسية في جهود مكافحة الفساد على الصعيدين الوطني والدولي، تأتي ضمن الإطار الشامل للأمم المتحدة لتعزيز الحوكمة الجيدة وتعزيز قواعد النزاهة والشفافية في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية.

تتضمن الاتفاقية عدة مبادئ أساسية، منها:

1. تعريف الفساد: تحدد الاتفاقية مفهوم الفساد بشكل واسع، ليشمل جميع أشكال الفساد المحتملة في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك الرشوة، وسوء الإدارة المالية، وسوء استغلال السلطة.

2. تشجيع على التعاون الدولي: تحث الاتفاقية الدول الأعضاء على تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد، بما في ذلك تبادل المعلومات وتقديم المساعدة القانونية في القضايا المتعلقة بالفساد.

3. تعزيز الشفافية والمساءلة: تلزم الدول باتخاذ إجراءات لتعزيز الشفافية والمساءلة في القطاعين العام والخاص، مما يسهم في منع ومكافحة الفساد.

4. تسهيل استرداد الأموال المنهوبة: تدعم الاتفاقية جهود استرداد الأموال المنهوبة وتعزيز التعاون الدولي في هذا السياق.

5. حماية المبلغين عن الفساد: تتعهد الدول بتوفير حماية للأفراد الذين يبلغون عن الفساد (المبلغين)، وتشجع على إقامة آليات فعّالة لحمايتهم.

6. تقديم التقارير ومراقبة التنفيذ: تتيح الاتفاقية للدول تقديم تقارير دورية حول تنفيذ الإجراءات المتخذة لمكافحة الفساد، وتوفير آليات لمراقبة تقدم الدول في هذا الصدد.

من بين الدول التي وقعت على اتفاقية سيداو وانضمت إليها تجد دولاً كثيرة حول العالم، وتعكس هذه المشاركة الالتزام العالمي بالتصدي لظاهرة الفساد وتحسين الممارسات الحكومية والاقتصادية. يتمثل هذا الالتزام في إطار أوسع لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.