المقاومة الفرنسية تعدُّ واحدة من الفصول المشرقة في تاريخ فرنسا خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بمقاومة الاحتلال النازي والنظام الفاشي الذي فرضته ألمانيا النازية على الأراضي الفرنسية بعد سقوط باريس في عام 1940. بدأت المقاومة الفرنسية تشكل نفسها بشكل تدريجي بعد احتلال فرنسا في يونيو 1940، وتمثلت في شبكة متشابكة من الجماعات والحركات المناهضة للاحتلال، والتي كانت تضم أفراداً من جميع الطبقات الاجتماعية والأيديولوجيات.
تنوعت أساليب المقاومة الفرنسية بين الأنشطة السرية مثل التجسس والتحريض والتخريب، والأنشطة العلنية مثل الإعلانات والدعوات إلى النضال والتظاهرات العامة. كانت المقاومة الفرنسية تعتمد بشكل كبير على شبكة من الاتصالات السرية والتجمعات السرية لتنظيم نشاطها ونقل المعلومات.
تمثلت العمليات التي قامت بها المقاومة الفرنسية في تخويف القوات الألمانية والعملاء المحليين، وتدمير البنية التحتية وخطوط الإمداد، ومساعدة الجنود المحليين الذين هربوا من الخدمة الإجبارية في الجيش الألماني للانضمام إلى الجيوش المناهضة للاحتلال.
من بين الحوادث المشهورة للمقاومة الفرنسية تلك التي وقعت في 25 أغسطس 1944، عندما قامت قوات المقاومة الفرنسية بشن هجوم على القطار الذي كان يحمل قوات ألمانية وقوات تعاونية، ونجحوا في تدمير القطار بالكامل.
بالإضافة إلى الأنشطة العسكرية، قامت المقاومة الفرنسية بدور مهم في جمع المعلومات الاستخباراتية ونقلها إلى الحلفاء، مما ساهم في نجاح عدة عمليات عسكرية.
بعد تحرير فرنسا في أغسطس 1944، استمرت بعض فصائل المقاومة في القتال ضد القوات الألمانية في مناطق محددة حتى نهاية الحرب في أوروبا في مايو 1945.
بفضل تضحيات أفراد المقاومة الفرنسية وصمودهم، تركوا بصمة قوية في تاريخ فرنسا وأوروبا، وأسهموا في إلهام الملايين بروح الصمود والمقاومة ضد الظلم والطغيان.
هذه المقالة من موقع التاريخ العسكري تقدم نظرة شاملة عن دور المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية: المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية