علاج تسنين الأطفال بفعالية

علاج ظهور الأسنان عند الأطفال: مراحله وأفضل الطرق للتخفيف من الآلام

يعد ظهور الأسنان عند الأطفال مرحلة هامة ومثيرة في حياة الطفل وأسرته. على الرغم من أنها مرحلة طبيعية، إلا أنها قد تكون مصحوبة بالكثير من التحديات، سواء من حيث الألم أو الانزعاج الذي يشعر به الطفل. تبدأ عملية التسنين في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وغالبًا ما تبدأ الأسنان في الظهور ما بين 4 و7 أشهر من العمر. ورغم أن هذا التوقيت يختلف من طفل لآخر، إلا أن العملية تعتبر حدثًا مهمًا في تطور الطفل الصحي والعقلي.

1. مراحل ظهور الأسنان عند الأطفال

تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور تدريجياً خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وتتوزع مراحل ظهور الأسنان كالتالي:

1. الأسنان السفلية الأمامية (القواطع المركزية): يظهر أول زوج من الأسنان غالبًا في الشهر السادس أو السابع من عمر الطفل، ولكن قد يختلف هذا الموعد حسب الطفل.

2. الأسنان العلوية الأمامية (القواطع المركزية): تتبع الأسنان السفلية الأمامية وتظهر عادة ما بين الشهر السابع والتاسع من العمر.

3. القواطع الجانبية العلوية والسفلية: تظهر في الفترة ما بين الشهر التاسع والشهر الحادي عشر.

4. الأضراس الأولى: تبدأ في الظهور بين الشهر العاشر والثاني عشر، وهي تعتبر أحد أكثر الأسنان التي تسبب الألم.

5. الأنياب: تظهر الأنياب العلوية والسفلية في السنة الثانية إلى الثالثة من العمر.

6. الأضراس الثانية: تظهر في السنة الثانية من العمر، عادة بين 23 و33 شهرًا.

تستمر عملية التسنين حتى يصبح للطفل مجموعة كاملة من الأسنان اللبنية المؤقتة التي تصل إلى 20 سنًا. بعد ذلك، يبدأ الأطفال في فقدان هذه الأسنان تدريجيًا مع تقدمهم في العمر، لتحل محلها الأسنان الدائمة.

2. الأعراض المصاحبة لظهور الأسنان عند الأطفال

يتعرض الطفل في مراحل التسنين لمجموعة من الأعراض التي قد تسبب له بعض الانزعاج، وقد يختلف مستوى الألم من طفل لآخر. من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأطفال أثناء التسنين:

• التهيج والضيق العام: يعاني الأطفال من نوبات من البكاء الشديد بسبب الألم الناتج عن ضغط الأسنان على اللثة.

• تورم اللثة واحمرارها: يصبح جزء من اللثة التي تحتوي على السن المنتظر ظهورها منتفخًا، وفي بعض الأحيان قد تظهر بثور صغيرة في مكان السن.

• زيادة في سيلان اللعاب: من الأعراض الشائعة أثناء التسنين، حيث يتسبب الألم في إفراز اللعاب بشكل غير طبيعي.

• فقدان الشهية: بسبب الألم في الفم، قد يرفض الطفل تناول الطعام أو الرضاعة.

• صعوبة في النوم: الألم الناتج عن التسنين قد يسبب صعوبة للطفل في النوم، فيستمر في الاستيقاظ ليلاً بسبب الألم.

3. الطرق الطبيعية للتخفيف من آلام التسنين

تعتبر المرحلة التي يمر بها الطفل أثناء التسنين مرحلة صعبة للطفل وللأسرة أيضًا. ومع ذلك، توجد العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والانزعاج المصاحب لهذه المرحلة.

• استخدام العضاضات الباردة: تعتبر العضاضات من أبرز الوسائل التي يمكن أن تخفف من ألم التسنين. يمكن تبريد العضاضة في الثلاجة (ولكن ليس في الفريزر) لتقليل الالتهاب والألم، حيث أن البرودة تساعد على تخدير المنطقة وتخفيف التورم.

• التدليك الخفيف للثة: يمكن تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام إصبع نظيف أو قطعة من الشاش. يساعد هذا التدليك في تهدئة الألم الناتج عن ضغط الأسنان على اللثة.

• الأطعمة الباردة: إذا كان الطفل قد بدأ في تناول الأطعمة الصلبة، يمكن إعطاؤه بعض الأطعمة الباردة مثل قطع الفواكه أو الزبادي البارد التي تساعد في تخفيف التورم والألم.

• التسكين بالمسكنات الطبيعية: يمكن استخدام الأعشاب المهدئة مثل شاي البابونج المثلج الذي يساعد في تهدئة الألم عند الأطفال الذين بدأوا في تناول الطعام الصلب.

• التهوية الجيدة للفم: يساعد السماح للطفل باستخدام لسانه في تحريك الأسنان الجانبية على التخفيف من الضغط الذي يشعر به في اللثة.

4. العلاج الطبي لظهور الأسنان عند الأطفال

في بعض الحالات، قد يكون الألم شديدًا لدرجة أن الطرق الطبيعية لا تكون كافية لتخفيف المعاناة. في مثل هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى العلاجات الطبية المناسبة. يمكن للأطباء أن يوصوا ببعض الأدوية التي تساعد في تقليل الألم.

• المسكنات المناسبة للأطفال: يمكن للأطباء وصف مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين للأطفال لتخفيف الألم الناتج عن التسنين. ولكن يجب تجنب إعطاء الأدوية التي تحتوي على الأسبرين للأطفال الصغار.

• الأدوية الموضعية: يوجد العديد من الجلّات التي يمكن وضعها مباشرة على اللثة المصابة، وتحتوي هذه الجلّات عادةً على مكونات تساعد في تخفيف الألم مثل مادة الليدوكائين. يجب استخدام هذه الجلّات بحذر ووفقًا لتوجيهات الطبيب.

• الفيتامينات والمعادن: في بعض الأحيان، قد يكون نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين “د” أو الكالسيوم هو السبب وراء تأخير التسنين. يمكن للأطباء توصية بإعطاء مكملات غذائية إذا كان الطفل يعاني من نقص في العناصر الغذائية الأساسية.

5. كيفية العناية بالأسنان اللبنية بعد ظهورها

بمجرد ظهور الأسنان عند الطفل، يصبح من الضروري الاهتمام بها بشكل جيد لضمان صحتها وعدم تعرضها للتسوس أو التلوث. من أهم النصائح للعناية بالأسنان اللبنية:

• تنظيف الأسنان بانتظام: يجب تنظيف أسنان الطفل بلطف باستخدام فرشاة أسنان مخصصة للأطفال ومعجون أسنان مناسب له، ويجب أن يكون التنظيف مرتين في اليوم على الأقل، ويفضل أن يتم ذلك بعد الرضاعة.

• التغذية الصحية: يجب أن يتجنب الطفل تناول الكثير من الأطعمة السكرية، لأنها قد تسبب تسوس الأسنان. بدلاً من ذلك، يجب تشجيع الطفل على تناول الأطعمة المغذية مثل الخضروات والفواكه.

• زيارة طبيب الأسنان: من المهم أن يبدأ الطفل في زيارة طبيب الأسنان بمجرد ظهور أول سن له، حيث يمكن للطبيب تقييم نمو الأسنان وصحة الفم بشكل عام.

6. الوقاية من المشاكل المتعلقة بالتسنين

رغم أن عملية التسنين هي عملية طبيعية وغير قابلة للتجنب، إلا أن بعض المشاكل قد تحدث أثناء هذه المرحلة، مثل التهاب اللثة أو التسوس. لذا يجب أن يولي الآباء اهتمامًا خاصًا بالعناية بالفم والأسنان.

• تجنب العادات السيئة: يجب على الآباء تجنب ترك الطفل ينام مع زجاجة الحليب في فمه لفترات طويلة، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى تسوس الأسنان اللبنية.

• استخدام فرشاة أسنان خاصة للأطفال: لا يجب استخدام فرشاة أسنان للبالغين مع الأطفال، لأن الفرشاة الخاصة بالأطفال تحتوي على شعيرات ناعمة تحمي لثة الطفل.

7. متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم أن التسنين عملية طبيعية، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تتطلب استشارة الطبيب. إذا كان الطفل يعاني من:

• ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير طبيعي.

• تدهور في الحالة العامة مثل الاستمرار في البكاء المستمر.

• تورم في الخدين أو اللثة مع وجود صعوبة في التنفس أو البلع.

يجب على الآباء استشارة طبيب الأطفال في هذه الحالات لضمان صحة الطفل والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية أخرى.

الخاتمة

تعد مرحلة ظهور الأسنان عند الأطفال مرحلة طبيعية وهامة، رغم ما قد يصاحبها من ألم أو صعوبات. يمكن للأهل التعامل مع هذه المرحلة باستخدام العلاجات الطبيعية والطبية المتاحة، مع الحرص على العناية الجيدة بالأسنان منذ الظهور الأول لها. تساهم العناية المبكرة بالأسنان في منع العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالتسنين وتحافظ على صحة الطفل العامة.