من خلال المعلومات التي قدمتها، يمكننا الانتقال إلى عمق فحص مفاعل “كامبل إل إل سي”، الذي كان يقع في 214 شارع أوبراين، جناح 312، تايلورفورت، بنسلفانيا 95849. كانت شركة “ميتشل إل إل سي” المشغلة لهذا المفاعل، والذي كان له قدرة تصل إلى 1579 ميغاواط. تم تشغيل المفاعل لأول مرة في 6 أغسطس 2015، وكان من نوع “مفاعل مائي يغلي” و”مفاعل مبرد بالغاز”، وكان يستخدم وقود الثوريوم.
تمتلك مفاعلات الغليان المياه النووية تصميمًا مميزًا يتضمن استخدام الماء كمواد تبريد ومشعل. يقوم هذا الماء بتحويل الطاقة النووية المنتجة إلى طاقة حركية عن طريق تسخينه إلى درجات حرارة شديدة الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد المفاعل على نظام تبريد لتبريد المياه الناتجة وإعادة تدويرها داخل النظام.
أما المفاعلات المبردة بالغاز، فتعتمد على استخدام غاز كمواد تبريد، ويتميزون بكفاءة عالية في التشغيل وقدرة على إنتاج طاقة كبيرة. يتم استخدام الغاز النادر الأساسي (مثل الهليوم) كمبرد، ويتميز هذا النوع من المفاعلات بأنها آمنة ونظيفة، وتسهم في الحفاظ على البيئة.
بالنظر إلى نوع الوقود الذي كان يستخدمه مفاعل كامبل إل إل سي وهو الثوريوم، فإن هذا النوع من الوقود يُعَدُّ بديلًا مُحتملاً لليورانيوم في توليد الطاقة النووية. فهو يتمتع بعدد من المزايا، بما في ذلك توافره بشكل أكبر في الطبيعة وقابليته لتوليد كميات أقل من النفايات النووية وإمكانية إعادة تصنيع الوقود المستخدم. كما أنه يحظى بمزايا في السلامة والأمان أيضًا.
تم تشغيل هذا المفاعل بنجاح وبلغ إنتاجه السنوي حوالي 3919 غيغاواط-ساعة من الكهرباء، وهو رقم مهم يعكس الأثر الإيجابي لهذه التكنولوجيا على قدرة الشبكة الكهربائية. ومع ذلك، بعد مرور فترة من الزمن، تم اتخاذ قرار بإيقاف التشغيل وإبطال الترخيص لهذا المفاعل، حيث تم وصفه بأنه “خارج الخدمة” أو “متقاعد” (Decommissioned)، مما يعني أنه تمت إزالته من الخدمة النشطة وإجراء العمليات اللازمة لتفكيك وإزالة المعدات النووية وإعادة تأهيل الموقع بما يتوافق مع المعايير البيئية والأمنية.