من خلال التركيز على المعلومات الكثيرة المتاحة حول المفاعل النووي “أكاديميك لومونوسوف 2″، والذي يعتبر أحدث إضافة إلى مجموعة المفاعلات الروسية، يمكننا استكشاف عدة جوانب تتعلق بتصميمه ووظيفته وأهميته في سياق الطاقة النووية.
بدءًا من الموقع، فإن “أكاديميك لومونوسوف 2” يُقام بالقرب من الموقع الأصلي لمفاعل “أكاديميك لومونوسوف” الذي دخل الخدمة في عام 2019، ويقع في مكان آمن ومناسب لتشغيل مفاعل نووي. يتمتع هذا الموقع بموارد مائية واسعة وبنية تحتية موثوقة تدعم تشغيل المفاعل بأمان وكفاءة.
يتميز المفاعل بتصميمه باعتباره من نوع KLT-40S، وهو مفاعل مبرد بالماء الثقيل يستخدم نواة تُشغّل بالوقود النووي المشع لتوليد الطاقة. يتميز هذا التصميم بكفاءته في توليد الطاقة مقارنة بحجمه النسبي الصغير، حيث يبلغ القدرة الصافية للمفاعل 32 ميجاواط، مما يجعله ملائمًا للاستخدام في المناطق التي يكون فيها الطلب على الكهرباء متوسطًا إلى منخفضًا.
تعتبر تقنية PWR (مفاعل ماء مضغوط) نموذجية لهذا النوع من المفاعلات، حيث يتم تبريده بواسطة الماء المضغوط، مما يجعله أكثر أمانًا واستقرارًا أثناء التشغيل. يتيح هذا التصميم إمكانية التحكم الدقيق في درجة حرارة النواة والحفاظ على ضغط الماء في نطاقات محددة، مما يقلل من مخاطر التسرب الإشعاعي ويحسن من أداء المفاعل.
بدأت عملية بناء المفاعل في مايو 2024، ومن المتوقع أن يتم الاتصال الأول بالشبكة الكهربائية في عام 2029. يُعد هذا المشروع عبارة عن جهد هندسي كبير يظهر الجهود الروسية المستمرة في تطوير تكنولوجيا الطاقة النووية وتوسيع نطاق استخدامها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة والموثوقة.
وبالنظر إلى أن المفاعل يعمل حاليًا، فإنه يسهم في توفير الكهرباء بشكل مستدام ومستقر، ويعزز الاستقلالية الطاقية لروسيا كمورد للطاقة النووية. يعتبر هذا المفاعل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الطاقة للبلاد ويساهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية والتنمية الاقتصادية المستدامة.