فيلم “الضجيج الأبيض”، الذي صدر عام 1985، هو إنتاج مثير للفضول والتأمل يستند إلى رواية تحمل نفس الاسم للكاتب دون ديليلو. تأتي القصة كتجربة تأملية في مفهوم الحياة الحديثة وتأثير التكنولوجيا على الإنسان.
تدور الأحداث حول جاك وبابيت، زوجين يعيشان حياة مكللة بالروتين والضجيج اليومي للحضرة الحديثة. يتجلى الفيلم في تصوير دقيق لتأثير الضوضاء المستمرة في حياة الزوجين، سواء كانت ناتجة عن الأصوات الحضرية أو التكنولوجيا المحيطة. يشعر الزوجان بالعزلة رغم وجودهما معًا، حيث ينعدم التواصل الحقيقي بينهما.
تأخذ القصة منحىً فلسفيًا، حيث يُظهر الفيلم استمرار البحث البشري عن الهدوء والهروب من الضوضاء اليومية. يصبح الضجيج، الذي يتجلى في أشكال مختلفة، مثل رموز الحياة الحديثة وتحدّياتها.
بينما تتطور الأحداث، يشير الفيلم إلى تأثير الإعلام والتكنولوجيا على الهوية الفردية والعلاقات الإنسانية. يكشف عن الحاجة الملحة إلى الهدوء الداخلي والتفاعل الإنساني الحقيقي في عصر مليء بالضجيج والتشويش.
في نهاية الفيلم، يدرك الزوجان أهمية التواصل الحقيقي والابتعاد عن الضجيج الذي يحيط بهما. يترك الفيلم للمشاهد مساحة للتأمل في تأثير الحياة الحديثة وكيفية التفاعل معها بطرق تجعلنا نعيش بشكل أكثر وعيًا وتواصلًا مع الآخرين.