“ماذا يدين النهار لليل”، هو فيلم فرنسي-جزائري مثير للعواطف يأخذنا في رحلة استثنائية عبر الزمن والمكان. الفيلم، الذي صدر في عام 2008 واستند إلى رواية للكاتب ياسمين خضر، يتناول قصة حياة أحد الرجال، يدعى يونس، والذي يجسد رحلة حياته منذ طفولته في الأرياف الجزائرية في الأربعينيات حتى لحظاته الأخيرة في فرنسا في الستينيات.
يبدأ الفيلم بسرد ملحمي للطفولة الصعبة ليونس في الجزائر، حيث تشكل الأحداث المحلية الصعبة خلفية لتطور شخصيته. يفرض الاحتلال الفرنسي والنضال من أجل الاستقلال تأثيرهما على حياة يونس وأهله، مما يضفي على القصة طابعًا تاريخيًا هامًا.
مع مرور الوقت، ينتقل يونس إلى فرنسا ليعيش مرحلة جديدة من حياته. يتعلم اللغة الفرنسية ويندمج في المجتمع الفرنسي، لكنه لا ينسى أصوله وماضيه الذي تركه خلفه. يتورط يونس في علاقة حب مع امرأة فرنسية، مما يزيد من تعقيدات حياته ويضعه في مواجهة بين الهوية الثقافية والتحديات الشخصية.
الفيلم يتميز بجمالية تصويره وأدائه المذهل، حيث ينقلنا إلى عوالم مختلفة ويروي قصة الحب والفقدان والهجرة بطريقة مؤثرة. يبرز “ماذا يدين النهار لليل” تأثير السياق الاجتماعي والثقافي على هوية الفرد، ويطرح تساؤلات حول الانتماء والتضحية في سبيل الحب والحرية.
في نهاية المطاف، يظهر الفيلم كرصيد فني ممتاز يحمل في طياته الكثير من الدراما والإنسانية، مما يجعله تحفة سينمائية تترك أثراً عميقاً في قلوب المشاهدين.