“الهبّة” – فيلم “النار الباطنة”
فيلم “النار الباطنة” (بالفرنسية: Le Feu follet) هو فيلم درامي فرنسي صدر عام 1963 من تأليف وإخراج لويس مال. يستند الفيلم إلى رواية “الهبة” التي كتبها بيير دريو لا روشيل عام 1931، والتي استلهمها من حياة الشاعر جاك ريجو. الفيلم من بطولة موريس رونيه ويشارك في بطولته ليلى سكيرلا، جان بول مولينو، برنارد تييفين، برنارد نويل، جان مورو (التي عملت مع رونيه ومال سابقًا في فيلم “المصعد إلى المشنقة”)، جاك سيريز، وألكسندرا ستيوارت في أدوار مساعدة. يشتمل الموسيقى التصويرية على مقطوعات من تأليف إريك ساتي وأداء عازف البيانو كلود هيلفر.
حبكة الفيلم
خلفية القصة
يعيش ألان لوروا في مصحة لإعادة التأهيل بفرساي لتلقي العلاج من إدمانه على الكحول على مدار الأشهر الأربعة الماضية. يمر ألان بفترة انفصال عن زوجته الأمريكية، دوروثي، التي تعيش في نيويورك حيث كان يقيم معها. يقضي ألان ليلته الأولى بعيدًا عن المصحة بلقاء عاطفي مع ليديا، إحدى صديقات دوروثي، التي جاءت إلى فرنسا في زيارة. تدعوه ليديا للعودة إلى نيويورك معها بعد أن تؤكد له أنه قد تعافى، لكنه يرفض ويشير إلى أن الأمر “جدي”، لكنها لا تستطيع البقاء معه بسبب التزاماتها العملية، فيفترقان.
داخل المصحة
في المصحة، يمضي ألان معظم وقته وحيدًا في غرفته يقرأ، ويلعب بالأشياء الصغيرة، ويحاول الكتابة، وينظر من النافذة، ويفحص مسدسه. يعبر الطبيب لاباربيناس عن سعادته لأن ألان قضى وقتًا مع امرأة ولم يشرب الكحول، ويخبره بأنه قد تعافى منذ فترة ويقترح عليه التفكير في مغادرة المصحة والبدء في حياته من جديد. عندما يقول ألان إنه سيعود للشرب إذا غادر المصحة، يطمئنه الطبيب بأن الخوف سيتلاشى مع الوقت ويشجعه على محاولة التصالح مع دوروثي مجددًا. يعد ألان بالمغادرة بحلول نهاية الأسبوع، وقبل أن ينام تلك الليلة، يتعهد بقتل نفسه في اليوم التالي.
رحلته في باريس
في الصباح، يستقل ألان سيارة متوجهة إلى باريس ويصرف شيكًا قدمته له ليديا لسداد دين قمار قديم. بعد ذلك، يتصل ببعض أصدقائه القدامى ويقضي بقية اليوم في سلسلة من اللقاءات. يزور دوبورغ، صديقه السابق في شرب الكحول، الذي استقر في حياة مريحة مع زوجته فاني وابنتيهما الصغيرتين، ويكتب كتابًا عن مصر القديمة. يحاول دوبورغ إقناع ألان بفضائل حياته المستقرة ويدعوه للانتقال للعيش معه، لكن ألان يرفض قائلاً إنه لا يريد أن يكبر.
بعد ذلك، يزور ألان إيفا ويتحدثان عن كيف تغير جميع أصدقائهم، لكن ألان يشعر بالاشمئزاز من انفصال أصدقائها الجدد المدمنين على المخدرات ويغادر. يلتقي بالأخوين مينفيل، اللذين ما زالا يقاتلان ضد استقلال الجزائر، في مقهى فلور. بعد مغادرتهما، يشرب مشروبًا كحوليًا تُرك على الطاولة. سرعان ما يبدأ في الشعور بالمرض، لذلك يذهب إلى منزل سيريل وسولانج لافود مبكرًا لأخذ قيلولة قبل الحفل الذي دعوه إليه.
الحفلة
عندما يستيقظ ألان، تكون العشاء الفاخر قد بدأ. يرحب به أصدقاؤه ويسعدون برؤيته، لكن المثقف برانسيون لا يتأثر بقصة يرويها سيريل عن أحد مغامرات ألان في حالة السكر. يقدم سيريل مشروبًا آخر لألان، وينتهي به الأمر بالحديث عن عدم قدرته على الرغبة في أي شيء، حتى سولانج، عشيقته السابقة الجميلة. أمام سيريل، يطلب ألان من سولانج إنقاذه، لكنها ترفض بلطف. يتوجه إلى الباب، ويعد سيريل القلق بالعودة، ويدعوه سيريل إلى الغداء في اليوم التالي.
يخرج ميشيل “ميلو” بستل، شاب يعيش حياة مشابهة لحياة ألان السابقة من شرب وحفلات، من حفلة لافود في نفس الوقت مع ألان. يستقلان الحافلة معًا ويمشيان حول باريس في الليل، ويعترف ألان بأنه يشعر أن سمعته كرجل نساء لا تستحق، حيث لم يكن قادرًا على الاحتفاظ بامرأة أبدًا، وكان دائمًا يريد الحب وأن يُحب.
النهاية
عند الاستيقاظ في غرفته بالمصحة، يحزم ألان أمتعته. تتصل سولانج لتذكره بالحضور لتناول الغداء، ويعدها بأنه سيكون هناك. تحاول أن تشاركه كلمات طيبة، لكنه يقول إنه لا يفهم ويغلق الهاتف. بعد الانتهاء من قراءة “غاتسبي العظيم”، يطلق ألان النار على نفسه في قلبه.
طاقم العمل
- موريس رونيه: بدور ألان لوروا
- لينا سكيرلا: بدور ليديا، صديقة زوجة ألان، دوروثي
- إيفون كليتش: بدور السيدة فارنو، مريضة في مصحة الدكتور لاباربيناس
- هوبيرت ديشامبس: بدور دافيرسو، مريض في مصحة الدكتور لاباربيناس
- جان بول مولينو: بدور الدكتور لاباربيناس
- مونا دول: بدور السيدة لاباربيناس
- بيير مونكوربيير: بدور مورين، مريض في مصحة الدكتور لاباربيناس
- رينيه دوبوي: بدور تشارلي، نادل في فندق دو كواي فولتير
- برنارد تييفين: بدور ميشيل “ميلو” بستل، الذي يلتقيه ألان في البار وحفلة لافود
- برنارد نويل: بدور دوبورغ، صديق ألان الذي استقر
- أورسولا كوبلر: بدور فاني، زوجة دوبورغ
- جان مورو: بدور إيفا، صديقة ألان الفنانة
- ألان موتيت: بدور أورسيل، صديق إيفا الشاعر المدمن على المخدرات
- فرانسوا جراجنون: بدور فرانسوا مينفيل، صديق ألان الذي ينتمي لمنظمة الجيش السري
- رومان بوتييه: بدور جيروم مينفيل، صديق ألان الذي ينتمي لمنظمة الجيش السري
- جاك سيريز: بدور سيريل لافود، صديق ألان الثري
- ألكسندرا ستيوارت: بدور سولانج، عشيقة ألان السابقة وزوجة سيريل
- كلود ديشامپس: بدور ماريا، صديقة ألان التي تواجدت في حفلة لافود
- توني تافين: بدور مارك برانسيون، ضيف في حفلة لافود
- هنري سير: بدور فريديريك، صديق ماريا المتزوج
- فيرا فالديز: بدور المريضة الشابة في مصحة الدكتور لاباربيناس (غير معتمد)
- دارلين ليجيتيموس: بدور شانتال، خادمة دوبورغ (غير معتمد)
- ميشيل ماهوت: بدور ضيف في حفلة لافود (غير معتمد)
الاستقبال النقدي
كان الفيلم الترشيح الرسمي لفرنسا لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثلاثين، لكنه لم يتم اختياره كأحد المرشحين النهائيين في تلك الفئة. حصل “النار الباطنة” على تقييم 82٪ على موقع تجميع المراجعات روتن توميتوز، بناءً على 11 مراجعة، ومتوسط تقييم 7.7/10. في دليل أفلامه لعام 2006، أعطى ليونارد مالتين الفيلم 3.5 نجوم (من أصل أربعة)، ووصفه بأنه “ربما أفضل أفلام مال المبكرة”. أعطى روجر إيبرت الفيلم نفس التقييم، واصفًا إياه بـ “انتصار الأسلوب”.
في الثقافة الشعبية
تأثر المخرج الأمريكي ويس أندرسون بعمل مال، حيث تأثر فيلمه “عائلة تيننباوم” (2001) بشكل خاص بفيلم “النار الباطنة”. حتى أن فيلم تيننباومز يتضمن شخصية تقول “سأقتل نفسي غدًا”
ملخص
فيلم “The Fire Within”، المعروف أيضاً باسم “Le Feu Follet”، هو عمل سينمائي فرنسي إنتاج عام 1963، من إخراج المخرج الفرنسي لويس مال. يستند الفيلم إلى رواية تحمل نفس الاسم للكاتب بيرغيه.
تدور أحداث الفيلم حول الشخصية الرئيسية، ألان ليروا، الذي يعاني من إدمان الكحول والتشاؤم الشديد. يعود ليروا إلى باريس بعد فترة من العلاج من إدمان الكحول في مصحة، ويقضي الوقت في لقاءات مع أصدقائه ومعارفه القدامى. يتجلى الشعور بالفراغ والتشاؤم في حياته، ويبدأ ليروا في التفكير بجدية في الانتحار.
تتميز القصة بعمقها النفسي والفلسفي، حيث يتناول الفيلم مواضيع الحياة والموت، والتفكير في الهوية والهدف الحقيقي للإنسان. يظهر ليروا وهو يتأمل في معاناة الحياة ويبحث عن معنى وجوده. تتقاطع مشاهد الفيلم بأسلوب متقن بين لحظات من الفكاهة والحزن، مما يخلق توازناً مثيراً.
تتنوع الشخصيات في الفيلم، حيث يظهر لنا ليروا وهو يتفاعل مع أصدقائه القدامى الذين يحاولون فهم حالته النفسية وتقديم الدعم. يبرز الأداء الاستثنائي للممثل موريس رونيه، الذي يجسد ببراعة مشاعر الشخصية الكئيبة والمعقدة.
من خلال تصويره للواقعية النفسية والحوارات العميقة، ينقل “The Fire Within” تجربة إنسانية مؤلمة ومعقدة. يتحدث الفيلم إلى الجمهور بطريقة تشعره بالتأمل في تلك اللحظات الحاسمة في حياة الإنسان، مما يثير الأسئلة حول معاناة الروح ومدى تأثير البيئة الاجتماعية على الفرد.
في النهاية، يظل “The Fire Within” عملًا سينمائيًا فرنسيًا كلاسيكيًا يتناول قضايا إنسانية عميقة بشكل مؤثر، ويبقى تأثيره قائماً على مر الزمن كعمل فني يستحق الاكتشاف والاستمتاع.
