فيلم “Intolerance”، الذي أُنتج في عام 1916 من إخراج المخرج الأمريكي ديفيد وارك جريفيث، يعتبر من روائع السينما الصامتة التي تميزت بتفردها وجرأتها في التعامل مع مواضيع اجتماعية حيوية. يقدم الفيلم أربع حكايات متشابكة تمثل فترات تاريخية مختلفة، يعبر من خلالها عن قضايا العدالة والحب والتسامح.
الحكاية الأولى تدور في بابل خلال العصور القديمة، حيث يظهر التعصب الديني والفساد الاجتماعي. الحكاية الثانية تنتقل إلى فرنسا في فترة العصور الوسطى، حيث تتناول قصة القمع والظلم الذي يمارسه النظام الحاكم. في الحكاية الثالثة، تقع الأحداث في الولايات المتحدة خلال فترة الاستعمار البريطاني، مستعرضة الصراعات العرقية والاستبداد.
أما الحكاية الرابعة، فتجلبنا إلى العصر الحديث، حيث يُظهر الفيلم تأثير الصناعة على الطبقات الاجتماعية والظروف القاسية التي يعيشها العمال. يتخلل هذه الحكايات الأربعة خيوط دمج مع بعضها البعض، مشكلةً صورة شاملة عن العنصرية والظلم عبر العصور.
تتسم إخراج جريفيث بالابتكار والجرأة في الطريقة التي قدم بها الفيلم، إذ استخدم تقنيات جديدة ومبتكرة في التصوير والتحريك. يعتبر “Intolerance” فعلاً فنياً رائعاً يتجاوز حدود الزمان والمكان، ليظل رمزاً للتفرد والتأثير العميق الذي يتركه في قلوب المشاهدين.