فيلم “فهرنهايت 9/11″، الذي أخرجه مايكل مور، يعتبر واحدًا من الأعمال السينمائية الوثائقية الرائدة التي أثارت الجدل في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. تم إصداره في عام 2004، يركز الفيلم على الأحداث الرئيسية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
يبدأ الفيلم بتسليط الضوء على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2000 والتي انتهت بفوز جورج بوش الابن بالرئاسة. يتناول المخرج الأحداث التي سبقت مرور عامين من هذا التاريخ المصيري، ويركز بشكل خاص على الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، والتي أدت إلى انقضاض الولايات المتحدة على أفغانستان والعراق.
مايكل مور يقوم برصد التفاعلات الحكومية والعسكرية الأمريكية بشكل حاد، ويناقش بشكل جريء القرارات التي اتخذتها إدارة بوش بعد الهجمات الإرهابية. يسلط الضوء على الدوافع والتحركات السياسية والاقتصادية التي دفعت بالولايات المتحدة إلى حرب في الشرق الأوسط.
الفيلم يستخدم تقنيات الوثائقي لنقل الأحداث بشكل واقعي، مع إدخال لقطات حصرية ولقاءات مع شخصيات رئيسية في السياسة والإعلام. يشكل “فهرنهايت 9/11” نوعًا من الانتقاد للإدارة الأمريكية في تلك الفترة، ويثير تساؤلات حول التأثير السياسي والاقتصادي للقرارات المتخذة خلال فترة ما بعد 11 سبتمبر.
بشكل عام، يعد “فهرنهايت 9/11” عملًا فنيًا وثائقيًا يتناول قضايا ساخنة ومحورية في التاريخ الحديث، محاولًا رسم صورة واضحة للمشاهدين حول الأحداث والتطورات الهامة التي شكلت مسار السياسة الأمريكية في تلك الفترة.