فيلم “Close-Up” هو عمل سينمائي إيراني من إخراج عباس كيارستمي، الذي قام بتصوير وقائع حقيقية وقعت في أوائل التسعينيات. يعتبر الفيلم مزيجًا فريدًا من الوثائقي والدراما، حيث يروي قصة حياة هوسين صبري، الذي قام بادعاء أنه مخرج سينمائي مشهور يدعى محمد رضا مظلوم.
تبدأ الأحداث بلحظة اعتقال هوسين صبري بتهمة احتياله على عائلة نبيلة من خلال التظاهر بأنه مخرج مشهور يرغب في تصوير فيلمه باستخدام أفراد هذه العائلة كممثلين. يعتمد الفيلم على تسجيل للجريمة ومشاهد وثائقية حقيقية، مما يخلق تأثيرًا فريدًا للمشاهد يتحول ببطء إلى دراما.
يقوم كيارستمي بتوظيف الأشخاص الفعليين في الأحداث، بما في ذلك هوسين صبري والعائلة التي تعرضت للاحتيال، مما يزيد من الواقعية والقوة الدرامية للفيلم. يتناول الفيلم قضايا الهوية والفن والوحدة الاجتماعية، ويفتح نوافذ على عالم السينما والتمثيل، محاكيًا التشويق والتعقيدات النفسية التي تنشأ من هذا الاحتيال.
“Close-Up” يتيح للمشاهد فرصة فريدة لاستكشاف الحدود بين الحقيقة والخيال، وكيف يمكن للفن أحيانًا أن يلعب دورًا في تشكيل الهويات الفردية والجماعية. يظهر الفيلم ببراعة الجوانب الفلسفية والنفسية للحكاية، مما يجعله تحفة سينمائية تترك لدى المشاهد تأملات عميقة حول الطبيعة البشرية وقوة الفن في تحول حياة الأفراد.