فيلم “شاي راك”، الذي أُخرج بواسطة المخرج الشهير سبايك لي، يعد تأريخًا حديثًا للمأساة اليومية التي تعيشها مدينة شيكاغو، حيث يقدم للمشاهد رؤية فنية استنادًا إلى كوميديا أرسطوفانية يونانية تدعى “ليزيستراطا”. يتميز الفيلم بتوظيف لغة الشعر والموسيقى لتسليط الضوء على قضايا العنف والجريمة في المجتمع الحضري الحديث.
تبدأ أحداث الفيلم عندما تقرر “ليزيستراطا”، التي تجسدها النجمة تيسا طومس، أن تتخذ خطوة جريئة لإحداث تغيير في واقع المجتمع. تقوم بإغلاق جميع الحانات النوابغ التي يرتادها الرجال في المدينة، وتعتزم الاستمرار في هذا الإغلاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق لوقف العنف والجريمة.
تأتي هذه الخطوة بعد مقتل طفل صغير جراء إطلاق نار عشوائي، وتتصاعد الأحداث بشكل درامي حينما يتورط عشيق “ليزيستراطا”، الذي يجسده نيك كانون، في مؤامرة خطيرة. يتخذ المجتمع موقفًا من هذه الحملة الفريدة، وتتصاعد التوترات بين السلطات والمتظاهرين، مما يؤدي إلى مواجهات عنيفة وصراعات داخلية.
تنقل “شاي راك” ببراعة بين الواقع والخيال، حيث يتداخل النضال الاجتماعي والسياسي مع العناصر الشعرية والفنية. يبرز الفيلم أهمية التحول الشخصي والجماعي كوسيلة للتغلب على التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات المعاصرة.