في فيلم “الوباء الأسود”، يُرسم لنا لوحة حميمة ومرعبة في إنجلترا خلال القرن الرابع عشر، حيث تتفشى الوباء بلا رحمة، مرسومة بكل تفاصيلها المروعة عبر عدسة المخرج والكاتب. تأخذ القصة محورها حول ثلاثة شخصيات رئيسية، تلتقي مصائرهم في محنة الطاعون.
تنطلق الأحداث بوفاة الفارس الشجاع (ويل) بعد عودته من رحلته، وتأتي الكاهنة (أليس) لتكتشف أن الوباء قد ضرب قريتها. تندلع الفوضى وسط الناس الذين يفقدون الأمل ويتسارعون للتخلص من المصابين. يظهر في هذا السياق (أولفر)، وهو مزارع شاب يفقد عائلته بسبب الوباء، فيتشكل تحالف غير متوقع بينه وبين (أليس) و(ويل)، حيث يتحدون للنجاة من هذا الكابوس.
تأخذ الرحلة المثيرة للثلاثة أبطالنا في طريق صعب، حيث يواجهون ليس فقط الوباء الذي يتسارع في انتشاره ولكن أيضًا تحديات اجتماعية وأخلاقية. يتعين عليهم التغلب على الخوف والشك، واكتشاف معنى البقاء على قيد الحياة في وجه هذا الشر المدمر.
بين لحظات من الرعب والفقدان، تبرز لحظات نبل الروح والتضحية. يعكس الفيلم بشكل فعّال قسوة الحياة في تلك الفترة الزمنية، مستعرضًا الصمود والإرادة البشرية في مواجهة أسوأ الكوارث. يُطلق “الوباء الأسود” تحديًا للمشاهد للتأمل في قوة الإنسانية في مواجهة الظروف القاسية، ويترك أثرًا عميقًا يدفع الجمهور إلى التفكير في معاناة البشرية وقدرتها على التحمل والبقاء.