معركة Sucro، التي وقعت في إسبانيا خلال العام -75 قبل الميلاد، تعتبر حدثًا مميزًا في إطار الحروب القديمة، وتندرج ضمن سياق الحرب السرتورية. وتمثل هذه المعركة نقطة تحول استراتيجية في الصراع بين القوى المتصارعة، إذ شهدت مواجهة متقدمة للغاية بين جيوش إسبانيا وروما، بالتحديد بين قوات سيرتوريوس القائد الكاريزمي للقوى الإسبانية والرومان تحت قيادة الجنرال ماركوس بومبيوس.
تمت المعركة على أرضية مرتفعات Sucro في إسبانيا، وهو موقع استراتيجي بالغ الأهمية نظرًا لموقعه الجغرافي الذي يتيح السيطرة على المنطقة المحيطة به. وقد شهدت هذه المواجهة تقدمًا لافتًا في تكتيكات القتال واستخدام القوة العسكرية، حيث نظمت كل جانب استراتيجياته المتقدمة بغية تحقيق الفوز النهائي.
بالرغم من الإرادة الشرسة لقوات سيرتوريوس والجهود الباسلة التي بذلوها في المعركة، إلا أن قوات روما تمكنت في النهاية من تحقيق الفوز، مما أدى إلى انكسار قوة سيرتوريوس وخسارته في هذه المواجهة الحاسمة. ويُعتقد أن هذه المعركة كانت لها تأثير كبير على مجريات الحرب السرتورية بشكل عام، إذ ساهمت في تقويض قوة الجيش الإسباني وتقديمه لصورة عنه تعتبر أقل قوة واستقرارًا.
تتنوع الآراء حول مدى مأساوية هذه المعركة ومدى تأثيرها على المدنيين والسكان المحليين، إلا أن الشواهد التاريخية تشير إلى أنها لم تصنف كمذبحة بالمعنى الحرفي للكلمة، بل كانت معركة استراتيجية بين قوتين تنافستا على السيطرة على المنطقة والموارد.
من الجدير بالذكر أن هذه المعركة تُعتبر مثالاً حيًا على المواجهات القتالية القديمة التي شهدتها أوروبا في تلك الفترة التاريخية، حيث تمثلت فيها مواجهة بين الثقافات والحضارات المختلفة، وكانت بمثابة نقطة تحول في سير التاريخ وتوزيع القوى في المنطقة.