معركة وادي ساليت التي وقعت في عام 742م كانت جزءًا من تمرد البربر ضد الحكم الأموي، وتعتبر واحدة من الصراعات الهامة التي شهدتها تلك الفترة التاريخية في منطقة إسبانيا. تمت المعركة في إطار الحرب الكبرى المعروفة بتمرد البربر، والتي نشبت نتيجة للاضطرابات السياسية والاجتماعية في الأندلس والتي شملت فصائل بربرية متعددة تحاول التمرد على السلطة الأموية.
وقد تميزت المعركة بمشاركة عدة أطراف، حيث تصاعد الصراع بين القوى الأموية والفصائل البربرية المتمردة، وكانت من بين المشاركين في المعركة قوات إسبانية وباكدورية ومغربية وطليدية بالإضافة إلى القوات التي تمثل وادي ساليت نفسها. كانت المعركة جزءًا من جهود السلطات الأموية لسحق التمرد واستعادة السيطرة على الأندلس.
بعد معارك عنيفة وصراعات شرسة، انتهت المعركة بانتصار الخليفة الأموي وفرض سيطرته على وادي ساليت وتقديم الدعم للقوات الموالية له، بينما انكسرت قوى التمرد البربرية وانكشفت هشاشتها. وبذلك، أضافت المعركة إلى سلسلة الانتصارات التي حققتها القوات الأموية خلال تلك الفترة ضد التمرد البربري، مما ساهم في تعزيز مكانة الحكم الأموي في المنطقة وإحكام سيطرته على الأندلس.
تأتي أهمية معركة وادي ساليت من خلال دورها في تحديد مسار الصراعات السياسية والعسكرية في إسبانيا خلال تلك الفترة، وكذلك تأثيرها على توجهات الحكم الأموي وتحالفاته واستراتيجياته في الأندلس. وبالتالي، فإن دراسة هذه المعركة تسلط الضوء على ديناميكيات الصراعات الثقافية والعرقية والدينية التي كانت تميز تلك الحقبة التاريخية في شبه الجزيرة الإيبيرية.