في عام 1570، شهدت مدينة نيقوسيا في قبرص معركة هامة ضمن الصراع بين الدولة العثمانية والجمهورية البندقية، والتي كانت تجري ضمن إطار الحرب الفينيقية التركية. وتعتبر هذه المعركة واحدة من الأحداث التاريخية البارزة التي شكلت جزءًا من التوترات الدائرة بين الدولة العثمانية والقوى الأوروبية في ذلك الوقت.
بعدة عقود من الصراعات والتوترات بين البندقية والدولة العثمانية، وصلت الأمور إلى ذروتها في هذه المعركة التي وقعت في نيقوسيا. كانت المعركة مشتعلة بين جيوش متجانسة، حيث شارك فيها الفارسان البندقيين بقوة للدفاع عن مصالحهم في الجزيرة ضد تقدم الجيش العثماني الذي كان يسعى لتوسيع نفوذه وسيطرته في المنطقة.
على الرغم من المقاومة الشرسة التي قدمها البندقيون، إلا أن القوات العثمانية تمكنت في النهاية من السيطرة على نيقوسيا، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى انتصار الإمبراطورية العثمانية وخسارة البندقية في هذا الصراع المحوري.
تعد هذه المعركة واحدة من الأحداث التاريخية التي أحدثت تأثيرًا كبيرًا على المنطقة والسياسة الدولية في ذلك الوقت، حيث أنها ليست مجرد معركة عادية بل كانت ذات أبعاد استراتيجية هامة تجسدت في صراع القوى العظمى في الحقبة الزمنية ذاتها.
وبعد نهاية المعركة، شهدت نيقوسيا وقوع مجزرة أليمة، حيث تم تصفية جماعية للمدنيين والمقاتلين البندقيين الذين فقدوا الحياة أثناء القتال أو تم القبض عليهم بعد سقوط المدينة في يد القوات العثمانية، وهو ما يبرز الوحشية التي عمت المنطقة في ذلك الوقت والتي كانت جزءًا لا يتجزأ من الصراعات والحروب التي كانت تعصف بالمنطقة في تلك الفترة من التاريخ.