معركة نويفيد التي وقعت في عام 1797 هي واحدة من سلسلة المواجهات الهامة التي شهدتها الحروب الثورية الفرنسية ضمن التحالف الأول. يعتبر هذا الصراع العسكري نقطة تحول حاسمة في مسار التاريخ الأوروبي في ذلك الوقت، حيث أسفرت عن تبديد لحظة الفوضى التي كانت تهيمن على القارة الأوروبية، وكذلك عن إضعاف للقوى التقليدية المتمثلة في الإمبراطورية النمساوية، وهي الخاسرة في هذه المعركة.
بلغت أهمية معركة نويفيد ذروتها في إحداث تغييرات جوهرية في توازن القوى السائد في القارة الأوروبية. حيث اندلعت هذه المعركة بين قوات فرنسية متمرسة وقوات الإمبراطورية النمساوية التقليدية في منطقة نويفيد بألمانيا. وقد أسفرت نتائجها عن انتصار القوات الفرنسية، وهو ما جعلها تستعيد بعضاً من الزخم الذي فقدته في بعض الفترات السابقة.
تتميز معركة نويفيد بتداخل مختلف العناصر العسكرية والاستراتيجية، حيث شهدت تقدمًا تكتيكيًا من جانب الفرنسيين الذين استخدموا تكتيكات جديدة ومبتكرة في تنظيم قواتهم واستخدام التضاريس بشكل فعال. وعلى الجانب الآخر، فإن القوات النمساوية وحلفاؤها واجهوا صعوبات في التكيف مع هذه التغييرات السريعة والمفاجئة.
بالرغم من أن المعركة انتهت بانتصار فرنسي، إلا أنها لم تكن بمثابة نهاية الصراع، بل كانت بداية لفصل جديد في تطورات الحروب الثورية الفرنسية والصراعات القائمة في أوروبا. تركت هذه المعركة بصمة عميقة على العلاقات السياسية والعسكرية في القارة، وساهمت في تشكيل ملامح النظام الدولي في القرن التاسع عشر.
بشكل عام، يمكن القول إن معركة نويفيد تمثل نقطة تحول حاسمة في الصراعات الحربية في أوروبا خلال فترة الحروب الثورية الفرنسية، وأثرت بشكل كبير على التوازنات السياسية والعسكرية في القارة القديمة.