معركة نوريا التي وقعت في العام -113 قبل الميلاد تمثل حدثاً مهماً في سجلات التاريخ العسكري، حيث تجسدت في إطار حروب الجالية الرومانية، التي شهدت صراعات مستمرة بين الرومان وقبائل الغال في منطقة غالية الحديثة. تمت المعركة في موقعها في منطقة اليونان الحديثة، حيث تقع مدينة غراتس في النمسا الحالية، على خطوط عرض 47.01319 وخطوط طول 14.52789.
وقد أدّت هذه المعركة إلى مواجهة بين عدة أطراف، حيث شارك فيها عدة فصائل من بينها القبائل الجرمانية، والرومان، وأتراك الجالية، والإيطاليين، والرومانيين. ويأتي هذا في سياق حروب الجالية الرومانية، والتي شهدت نزاعات مستمرة بين الرومان والقبائل الغالية المتمردة، حيث كانت الرومان تسعى إلى توسيع نفوذها وسط تلك البلدان.
وفي هذا الصراع، كانت القوى المتصارعة هي الرومان وحلفاؤهم، الذين كانوا يمثلون مصالح الإمبراطورية الرومانية، بينما كانت الجبابرة والتوتونس يشكلون جزءاً من القبائل الجرمانية المتمردة التي كانت تعارض التوسع الروماني. وبعد معارك متواصلة وصلت ذروتها في معركة نوريا، تمكن السمبريون والتوتونس من النجاح في هزيمة القوات الرومانية.
وبالتالي، فإن الفائزين في هذه المعركة كانوا السمبريون والتوتونس، اللذين نجحوا في صد هجوم الرومان وحلفائهم. وبالطبع، كانت هذه المعركة جزءاً من صراعات أوسع نطاقاً، والتي تعكس التوترات الدائمة بين القوى الإمبراطورية والقبائل الجالية في فترة ذلك الزمن.
تجسد هذه المعركة واحدة من العديد من المحطات الهامة في تاريخ الصراعات القديمة، حيث تُظهر التحديات العسكرية والسياسية التي واجهت القوى الإمبراطورية والمتمردين، وتبرز أهمية التوازنات القوى والتحالفات في تحديد مسار التاريخ.