عام 1949، شهدت معركة نانجينغ دورًا حاسمًا في الصراعات التي دارت في الصين خلال الحرب الأهلية الثالثة، وهي المعركة التي انتهت بانتصار الشيوعيين الصينيين بقيادة حزب العمال الصيني على القوات الوطنية الصينية بقيادة الحزب الوطني الصيني. وقد اتسمت المعركة بحشد عدد هائل من القوات وتضاريس تعقيدية في وسط مدينة نانجينغ، وهي عاصمة الصين الوطنية في ذلك الوقت.
تقع نانجينغ في منطقة شرق الصين، وتحديدًا على ضفاف نهر يانغتسي، وهي واحدة من أهم المدن التاريخية والثقافية في الصين. استراتيجيًا، كانت نانجينغ موقعًا مهمًا بالنسبة لكلا الطرفين في الصراع. وقد جذبت المعركة الانتباه الدولي وشهدت تداخلًا بين القوات البرية والتكتيكات الحضرية والتحالفات المتغيرة.
تجدر الإشارة إلى أن المعركة لم تكن مجرد صراع عسكري، بل كانت أيضًا معركة إيديولوجية بين الشيوعية والوطنية، حيث كانت الفوز بنانجينغ يعني السيطرة على العاصمة السابقة والتأثير النفسي والسياسي لذلك كبير جدًا. وقد أسهمت المعركة في تغيير مسار الحرب الأهلية الصينية نحو نهاية محتملة، حيث أعقبتها هزيمة قوات الوطنيين في العديد من المدن الرئيسية الأخرى.
بعد فترة طويلة من المعارك العنيفة والتفاوض السياسي، انتهت المعركة بسقوط نانجينغ بيد الشيوعيين في يونيو 1949، وبذلك تم تأمين السيطرة الكاملة للحزب الشيوعي على البر الرئيسي للصين. وقدمت هذه الفترة الانتقالية فرصة للتغيير السياسي والاقتصادي الجذري في الصين، مما أسفر في النهاية عن إنشاء جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر 1949، وسط تأثيرات استمرت على المستوى الوطني والدولي لسنوات عديدة بعد ذلك.