عام 1860، تميّزت معركة نانجينغ بأهميتها الاستراتيجية وتأثيرها الكبير على تطور الحرب الداخلية في الصين، في إطار الثورة التايبينغ. إذ شهدت هذه المعركة تصدّر قوات الثورة التايبينغ، بقيادة الثائر هونغ رينغان، لتحقيق انتصار هام على القوات الإمبراطورية الصينية. واضطلعت المدينة بدورٍ بارز كمسرح لهذه المعركة الدامية التي امتدت إلى مناطق عدة منها يوهواتاي وزينجيانغ، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
بمشاركة قوات متعددة، تم تسجيل القوات الثورية التايبينغ كأطراف رئيسية في هذه المعركة، إذ واجهت القوات الإمبراطورية الصينية بقوة وإصرار. وقد بلغت وتيرة القتال ذروتها في نانجينغ، حيث جرت مواجهات عنيفة تحت شعارات الثورة والوطنية. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها، إلا أن الثوار التايبينغ نجحوا في تحقيق الانتصار النهائي، مما دفع بالقوات الإمبراطورية الصينية إلى الهزيمة والانسحاب.
تُعتبر هذه المعركة إحدى الفصول البارزة في تاريخ الحروب الصينية، حيث أنها شكلت نقطة تحول هامة في مسار الثورة التايبينغ وتأثيرها على السياسة والمجتمع الصينيين. وبالرغم من الدمار الذي لحق بالمدينة والمناطق المجاورة، فإن هذه المعركة ساهمت في تعزيز مكانة الثورة التايبينغ كقوة مهمة في الصراعات الداخلية في الصين.
ويجدر بالذكر أن هذه المعركة لا تزال محل دراسة وتحليل من قبل المؤرخين والخبراء في مجال النزاعات والصراعات، حيث أنها تعكس تعقيدات الوضع السياسي والاجتماعي في الصين خلال تلك الفترة الزمنية الحرجة.