معركة نانتشانغ التي وقعت في عام 1913 تُعدّ واحدة من الأحداث البارزة في تاريخ الثورة الصينية الثانية، وهي ذلك الصراع الدموي الذي شهدته الصين في بداية القرن العشرين والذي شكّل تحوّلًا هامًا في مسار تطورها نحو الحكم الذاتي والديمقراطية. إنها المعركة التي شهدت تصادمًا بين قوى الثورة الصينية المتمثلة في الجيش الجمهوري والقوات الوطنية الشيوعية، وبين السلطة التقليدية التي كانت تمثلها حينها حكومة الكومنتانغ.
تقع مدينة نانتشانغ في إقليم جيانغشي بجمهورية الصين الشعبية، وتحديدًا على الضفة الشرقية لنهر جانغتسي. وقد جعلت موقعها الاستراتيجي ودورها الهام كمركز اقتصادي وسياسي مكانًا مثاليًا للصراعات الدامية التي شهدتها البلاد في ذلك الوقت.
شهدت المعركة مشاركة عدة أطراف، بدءًا من القوى الثوارية المختلفة التي كانت تسعى للإطاحة بالحكم الإمبراطوري القديم وإقامة نظام ديمقراطي، مرورًا بالقوات الوطنية الشيوعية التي كانت ترى في الثورة فرصة لترسيخ نفوذها وسطوتها على البلاد، وانتهاءً بالكومنتانغ التي كانت تحاول بكل الوسائل الحفاظ على هيمنتها وسلطتها السابقة.
تمثلت النتيجة النهائية لهذه المعركة في تحقيق فوز قوات الحكومة الصينية، مما أدى إلى تراجع وهزيمة الكومنتانغ وتحقيق انتصار مؤثر للقوى الثورية والجمهورية. وقد أثبت هذا الانتصار أن قوى الثورة لديها القدرة على التغلب على القوى التقليدية وإرساء أسس نظام جديد يحقق العدالة والتقدم للشعب الصيني.
بالتالي، فإن معركة نانتشانغ عام 1913 لها أهمية كبيرة في تاريخ الصين الحديث، حيث شكلت نقطة تحول هامة في مسار تطور الثورة الصينية وتأثيرها على الساحة السياسية والاجتماعية في البلاد، وقد تركت بصمات عميقة على مسار التاريخ الصيني المعاصر.