في عام 1799، خاضت معركة نابولي بين فرنسا ومملكة نابولي (إيطاليا فيما بعد) دوراً حاسماً في إطار الحروب الثورية الفرنسية التي كانت تشهدها أوروبا في ذلك الوقت، والتي تعد جزءاً من التحالف الأول (الأولى) الذي تشكل لمواجهة الثورة الفرنسية. وقد وقعت المعركة في مدينة نابولي، الواقعة في جنوب إيطاليا، وهي منطقة استراتيجية بالغة الأهمية للسيطرة على شبه الجزيرة الإيطالية.
بدأت المعركة بتقدم القوات الفرنسية تحت قيادة جنرال جان إتيان شامبرون إلى جنوب إيطاليا، حيث كانت مدينة نابولي تحت حكم ملك نابولي فرديناند الرابع. وكانت هذه المعركة تجسيداً للتصادم بين قوى الثورة الفرنسية الجديدة والنظامات الحكومية التقليدية في أوروبا، وكانت نابولي محط أنظار العالم، حيث كانت تمثل رمزاً للمعارضة الإيطالية للاحتلال الفرنسي.
وقد شهدت المعركة مشاركة قوات فرنسية ونابولية، مع تفوق واضح للقوات الفرنسية التي نجحت في هزيمة القوات النابولية واحتلال مدينة نابولي. وبذلك، انتصرت فرنسا في هذه المعركة وخسرت نابولي، مما جعلها جزءاً من إمبراطورية نابليون بونابرت لاحقاً.
تعتبر معركة نابولي من المعارك التي شكلت مفترقاً في تاريخ إيطاليا وأوروبا، حيث أظهرت قوة وتأثير الجيش الفرنسي في نشر الثورة والتحولات السياسية والعسكرية في القارة الأوروبية. كما أنها شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ إيطاليا، حيث ساهمت في تحريك عجلة التاريخ نحو الوحدة الإيطالية التي تحققت فيما بعد في القرن التاسع عشر.