معركة مونوكاسي، التي وقعت في عام 1864 خلال الحرب الأهلية الأمريكية، تمثلت في محاولة محور القوات الكونفدرالية للتقدم نحو العاصمة الاتحادية واشنطن، دي سي، وكانت لها أبعاد استراتيجية هامة خلال تلك الفترة الزمنية المحورية في التاريخ الأمريكي. تمثلت أهمية هذه المعركة في أنها كانت مفترق طرق حيث اجتمعت القوات الاتحادية تحت قيادة الجنرال ليو والاس لوالس في مواجهة قوات الجنرال الكونفدرالي جوب ستيوارت.
بعدما قادت قوات الكونفدرالية عملياتها بنجاح في وادي شيناندواه وحققت انتصارات متتالية في منطقة الجنوب الأمريكي، بادرت الكونفدرالية بالتوغل نحو الشمال، وهو ما دفع القيادة الاتحادية إلى تكثيف الجهود للدفاع عن العاصمة واشنطن.
تم تسمية المعركة على اسم نهر مونوكاسي الذي كان يمر بالمنطقة التي وقعت فيها المعركة، وقد وقعت بالقرب من فريدريك، ماريلاند، وهي منطقة استراتيجية نفطة في الطريق بين بالتيمور وواشنطن. على الرغم من أن القوات الاتحادية كانت أقل عدديا وتدريبها أقل من قوات الكونفدرالية، إلا أنها نجحت في تأخير تقدم القوات الكونفدرالية بما يكفي لإتاحة الوقت لوصول تعزيزات إضافية لحماية العاصمة.
بفضل تضحيات الجنود الاتحاديين والإستراتيجيات الذكية التي اعتمدتها قيادتهم، استطاعوا منع تقدم القوات الكونفدرالية وصولاً إلى واشنطن، مما أدى إلى حفظ سلامة العاصمة واستمرارية الحكم الاتحادي. يُعتبر فشل الهجوم الكونفدرالي في معركة مونوكاسي نقطة تحول في مسار الحرب الأهلية وأسهم بشكل كبير في تحديد مسار الأحداث التالية.