مونتي سويلا 1866، وهو معركة تاريخية أسهمت بشكل كبير في تحديد مسار الأحداث في إيطاليا وأوروبا في القرن التاسع عشر. وقعت هذه المعركة خلال الحرب الإيطالية الثالثة للإستقلال، وهي جزء من الصراعات الرئيسية التي واجهتها إيطاليا في مسعاها لتحقيق الوحدة الوطنية والاستقلال من النفوذ الأجنبي.
تعتبر إيطاليا في منتصف القرن التاسع عشر كانت مقسمة إلى عدة دويلات وممالك صغيرة تخضع لسيطرة قوى خارجية، ومن بينها النمسا التي كانت تسعى للحفاظ على تأثيرها في شمال إيطاليا ومنع توحيد البلاد. بينما كانت القوى الإيطالية المحلية، بقيادة جيروسيمو جاريبالدي، تسعى لتحقيق الوحدة والاستقلال.
تمثل معركة مونتي سويلا نقطة تحول هامة في هذا الصراع، حيث اجتمعت القوات النمساوية، الممثلة في الإمبراطورية النمساوية المجرية، والتي كانت تتمتع بقوة عسكرية كبيرة وخبرة في المعارك، مع قوات المقاتلين الإيطاليين الذين كانوا ينضوون تحت راية جاريبالدي.
تمركزت المعركة في منطقة تلال مونتي سويلا بالقرب من الحدود بين إيطاليا والنمسا. وقد اندلعت المعركة في عام 1866، حيث تبادلت الطرفين القصف والهجمات على مدى عدة أيام. لقد شهدت المعركة مواجهات عنيفة وتضحيات كبيرة من الجانبين.
بالرغم من شجاعة المقاتلين الإيطاليين، إلا أن قوات الإمبراطورية النمساوية المجرية تمكنت في النهاية من السيطرة على الموقف وإجبار القوات الإيطالية على الانسحاب. وبذلك، انتهت المعركة بانتصار قوات النمسا، وبالتالي تم تعزيز نفوذها في إيطاليا.
يعتبر انتصار النمسا في معركة مونتي سويلا نقطة تحول في الحرب، حيث أعطت النمسا ميزة استراتيجية هامة وأضعفت موقف القوى المحلية الإيطالية المناهضة لها، وهو ما ساهم في تأجيج الصراعات الداخلية في إيطاليا.
بعد هذه المعركة، استمرت الحرب لبعض الوقت قبل أن تنتهي باتفاقية سلام تم فيها تقديم تنازلات من الطرفين، ولكن النمسا استمرت في السيطرة على مناطقها الحدودية مع إيطاليا لفترة من الزمن، مما أدى في النهاية إلى استقلال إيطاليا وتوحيدها فيما بعد.
إن معركة مونتي سويلا تمثل نقطة تحول هامة في تاريخ إيطاليا وأوروبا، حيث أثبتت قوة الإمبراطورية النمساوية المجرية وأضعفت موقف القوى المحلية الإيطالية، وساهمت في النهاية في تعزيز الطموحات الوطنية الإيطالية نحو الوحدة والاستقلال.