في عام 1465، شهدت معركة مونتينايكن في بلجيكا أحداثًا مهمة ضمن سلسلة من الصراعات المعروفة باسم “الحروب الفرنكو-البورغندية”. كانت هذه الحرب جزءًا من الصراعات التي استمرت لعقود بين مملكة فرنسا ودوقية بورغوندي. وقد شهدت هذه المعركة مشاركة أطراف مختلفة، حيث كانت فرنسا القوة الرئيسية التي شاركت في المعركة، بينما كانت الفائزة فيها دوقية بورغوندي.
تعتبر هذه المعركة من أحداث تاريخية تميزت بأهميتها في التاريخ العسكري لبلجيكا، إذ أنها شهدت صراعًا شرسًا بين القوات المحلية، وخاصة قوات الليجوي، والقوات الفرنسية المدعومة من قبل دوقية بورغوندي. وبفضل جهود القوات البورغندية، انتهت المعركة بانتصارها، مما أدى إلى تحقيقها الهيمنة على المنطقة وانتهاء تمردها.
تأتي أهمية هذه المعركة من خلال دورها في تحديد مسار التاريخ السياسي والعسكري لبلجيكا والمنطقة المحيطة بها في تلك الفترة الزمنية. إذ تجسد المعركة صراعات السلطة والنفوذ بين القوى الكبرى في أوروبا في تلك الحقبة، وتحديدًا بين فرنسا ودوقية بورغوندي. وانتصار دوقية بورغوندي في هذه المعركة ساهم في تعزيز نفوذها وسط المنافسة الدائرة بين القوى الإقليمية في ذلك الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة تفاصيل المعركة وما تبعها من تطورات تاريخية تسلط الضوء على ديناميكيات الصراعات العسكرية والسياسية في أوروبا خلال العصور الوسطى، وكيف أثرت هذه الصراعات على تشكيل الدول الأوروبية الحديثة وتوزيع القوى في القارة الأوروبية. وبالتالي، يمثل دراسة تلك الفترة من التاريخ إضافة قيمة لفهم السياقات التاريخية التي تشكلت فيها دول ومجتمعات أوروبا الحديثة.