في عام 1946، شهدت مدينة موكدن الصينية معركة هامة ضمن إطار الحرب الأهلية الصينية الثالثة والتي كانت تعتبر فصلاً دموياً في تاريخ الصراع الدائر بين القوى المتنافسة في الصين. تمثلت المعركة في موكدن، المعروفة أيضًا باسم شينيانغ في بعض الأوقات، في نقطة تحول حاسمة في المواجهة بين القوات الوطنية الصينية والشيوعية.
كانت المعركة تعكس توترات سياسية وعسكرية عميقة بين الفصيلين، حيث كانت القوات الوطنية الصينية تحت قيادة الحزب الوطني الكينغية، في حين كانت القوات الشيوعية تمثلت في الجيش الشعبي الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. تصاعدت التوترات والاشتباكات في هذه المنطقة الحيوية، التي كانت ذات أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لكل من الطرفين.
بالإضافة إلى التوترات الداخلية، فإن المعركة في موكدن شهدت تدخلًا خارجيًا حاسمًا، حيث شاركت القوات السوفيتية بشكل مباشر في دعم القوات الشيوعية. وقد ارتبطت هذه التدخلات بسياق العلاقات الدولية القائمة في ذلك الوقت، والتي شهدت تصاعد التوتر بين القوى العظمى والصراع على نفوذ جديد في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
على الرغم من قوة القوات الشيوعية ودعمها الخارجي، إلا أن القوات الوطنية الصينية، التي كانت تحت قيادة تشيانغ كاي شيك، نجحت في النهاية في تحقيق النصر في موكدن. وبالتالي، فإن هذه المعركة لها أهمية بارزة في تاريخ الحرب الأهلية الصينية، حيث أثبتت قوة وتحمل القوات الوطنية الصينية وقدرتها على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية في سبيل تحقيق الهدف الوطني المتمثل في تحقيق السيطرة والاستقرار داخل البلاد.