معركة موكدن في عام 1948 كانت جزءًا من الصراعات الدامية التي شهدتها الصين خلال الحرب الأهلية الثالثة التي بدأت في عقب الحرب العالمية الثانية، وتعد هذه المعركة واحدة من الأحداث المهمة في تلك الفترة الزمنية المضطربة. وقد أطلق عليها اسم “معركة موكدن” نسبة إلى المدينة التي وقعت فيها، والتي تقع في منطقة مانشوريا في الصين.
تمثلت معركة موكدن في تصعيد للصراع بين القوات الشيوعية الصينية والقوات الوطنية الصينية، حيث كانت المنطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة نظرًا لوجود مواقع صناعية مهمة فيها، بما في ذلك مدينة شنيانغ (مانشوكو) التي كانت مقرًا للحكومة الإقليمية. وكانت هناك مشاركة من قوات جينزهو وهيشان أيضًا في هذه المعركة.
تحمل معركة موكدن أهمية كبيرة في تطور الحرب الأهلية الصينية، حيث أن فوز الشيوعيين الصينيين في هذه المعركة كان له تأثير كبير على تقدمهم العسكري ونفوذهم في المنطقة، وبالتالي على مسار الحرب بشكل عام. فقد أدت هزيمة القوات الوطنية الصينية في معركة موكدن إلى فقدانهم للسيطرة على المنطقة، وهو ما سمح للشيوعيين بتعزيز سيطرتهم على المناطق الهامة ومواصلة تقدمهم نحو النصر النهائي في الحرب الأهلية.
وبفضل هذا الانتصار الهام، تمكن الشيوعيون الصينيون من تعزيز موقعهم كقوة رئيسية في الصراع، بينما واجه الوطنيون الصينيون خسائر كبيرة لاستعادة توازن القوى وتحقيق الانتصار في المعارك القادمة.
تعكس معركة موكدن بوضوح شدة الصراع الذي اجتاح الصين في تلك الفترة، والذي استمر لعدة سنوات قبل أن ينتهي بانتصار الشيوعيين وتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، وهو حدث قادم بعد معارك طويلة ومؤلمة شهدتها الصين في تلك الفترة التاريخية المضطربة.