عام 1988، خلال فترة تصاعد النزاعات والصراعات في إطار الحرب الإيرانية العراقية، شهدت منطقة مهران توتراً واشتباكات عنيفة بين القوات العراقية والإيرانية. وتعتبر معركة مهران من بين المواجهات الدامية التي شهدتها المنطقة في ذلك الوقت.
بين مشهد غمرته الغبار والتعبير عن العنف، تلاقت قوات الجانبين، العراقي والإيراني، في معركة تاريخية بمنطقة مهران، حيث تصاعدت حدة القتال واندلعت المواجهات بكل عنف وشراسة. وقد شهدت هذه المعركة مشاركة عناصر محلية تعرف باسم “مهران”، حيث انضموا إلى الصفوف الإيرانية، مما أضاف بعداً محلياً وجغرافياً للصراع.
تميزت المواجهات بمشاركة قوات إيرانية وعراقية مدعومة بتكتيكات عسكرية متقدمة، حيث استخدم كلا الجانبين أحدث التقنيات والأسلحة المتاحة في تلك الفترة، مما جعل المعركة تشتعل بحرارة وتأخذ أبعاداً استراتيجية وتكتيكية هامة.
بعد مرور عدة جولات من المعارك الدامية والمتقطعة، تمكنت قوات العراق من تحقيق الفوز في هذه المعركة الشرسة، حيث نجحت في كسر صفوف القوات الإيرانية واستعادة السيطرة على منطقة مهران. وبهذا الانتصار، أحدثت القوات العراقية تحولاً مهماً في سير الحرب، وسط أنباء عن تراجع وإنهيار بعض القوات الإيرانية.
تركزت المعركة في المسرح البري، حيث جرت المواجهات القتالية بشراسة، مما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات من الطرفين، وشكلت معركة مهران بذلك صفحة مظلمة في تاريخ النزاع العسكري بين العراق وإيران، تحمل بصمات الدمار والخراب والألم.
ومع أن العراق فاز رسمياً في هذه المعركة، إلا أنها لم تكن خالية من التضحيات والخسائر، فقد تكبدت كل طرف خسائر بشرية ومادية هائلة، مما يجسد الواقع المرير للحروب والمعارك والصراعات التي تفجرت في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الشرق الأوسط.