في العام 1568، وقعت معركة ملقا في ماليزيا، ضمن سياق الصراعات الاستعمارية الأولى التي شهدتها آسيا والتي شارك فيها مجموعة متنوعة من القوى والفصائل. كانت هذه المعركة جزءًا من سلسلة من الصراعات التي نشأت بين القوى الأوروبية الاستعمارية والقوى المحلية والإقليمية في منطقة جنوب شرق آسيا.
تجسدت المعركة في ملقا، مدينة استراتيجية مهمة تقع على الساحل الغربي لملايو، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للتجارة البحرية في تلك الحقبة. شارك في هذه المعركة عدة أطراف، من بينها البرتغاليون الذين كانوا يسعون لتوسيع نفوذهم الاستعماري في المنطقة، وكانوا يمثلون إحدى القوى الأوروبية الرئيسية في المنطقة في ذلك الوقت.
إلى جانب البرتغاليين، شارك في المعركة أيضًا فصائل وقوى محلية وإقليمية أخرى، بما في ذلك فصائل من سومطرة وأتشيه، وأيضًا جوهور والترك الذين كانوا يعملون كمرتزقة. كانت هذه المعركة جزءًا من الحرب الاستعمارية البرتغالية المبكرة في آسيا، والتي شهدت تنافسًا شديدًا بين القوى الأوروبية والفصائل المحلية على السيطرة على الموارد والمنافذ البحرية الحيوية في المنطقة.
رغم التنوع الكبير في المشاركين، إلا أن الفائزين النهائيين في هذه المعركة كانوا البرتغاليون بالتعاون مع جوهور. استطاعوا تحقيق النصر على الفصيل المنافس، الذين كانوا يمثلونهم أتشيه والترك المرتزقة. بفضل استراتيجيتهم العسكرية وقوتهم النارية، تمكن البرتغاليون وحلفاؤهم من تحقيق الهيمنة على المنطقة، على الرغم من المقاومة الشرسة التي واجهوها من القوى المحلية.
تعتبر معركة ملقا عام 1568 نقطة تحول هامة في تاريخ المنطقة، حيث ساهمت في تعزيز سيطرة البرتغاليين وحلفائهم على الأراضي الاستراتيجية والموارد في جنوب شرق آسيا. ومع ذلك، فإن هذه المعركة لم تكن نهاية الصراعات في المنطقة، بل كانت بداية لمرحلة جديدة من التنافس والصراعات بين القوى الأوروبية والفصائل المحلية والإقليمية على الهيمنة والسيطرة في المنطقة.