معركة مكة التي وقعت في عام 683 ميلادية هي حدث تاريخي مهم ضمن الصراعات التي اندلعت في إطار الحروب الأهلية الإسلامية، وهي جزء من ما يُعرف بحروب المسلمين المدنية. تلك الفترة الزمنية شهدت تحولات هامة في الساحة الإسلامية وانقسامات عميقة بين أطياف المسلمين في ذلك الوقت.
تتمحور معركة مكة حول صراع السلطة بين عبد الله بن الزبير والخليفة يزيد الأول من بني أمية، وهو ابن زياد، الذي كان يحكم بيد من حديد وبتوجيه من العاصمة الأموية في دمشق. في هذا السياق، تعد مكة بوصفها مكانًا مقدسًا للمسلمين ومركزًا دينيًا وسياسيًا، ولذلك كانت محورًا للصراعات السياسية في تلك الفترة.
حيث قام عبد الله بن الزبير، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في مكة وبين العرب، بتحدي سلطة الخلافة الأموية، وبسط سيطرته على مكة وأجزاء أخرى من الجزيرة العربية. وقد جذبت هذه الخطوة الجريئة تأييدًا واسعًا من قبل العديد من القبائل والجماعات الإسلامية المعارضة لحكم بني أمية.
تمت المعركة بين قوات بن الزبير وقوات يزيد بن معاوية في محيط مكة، وكانت نتيجتها فوز عبد الله بن الزبير، حيث نجح في دحر قوات يزيد واستعادة السيطرة على مكة. وبهذا الانتصار، ترسخت سلطة بن الزبير في مكة لفترة من الزمن، مما جعلها مركزًا للمعارضة الإسلامية ضد حكم بني أمية.
يُعتبر فوز عبد الله بن الزبير في معركة مكة خطوة مهمة في تاريخ الحروب الأهلية في العالم الإسلامي، حيث شكلت تلك الفترة فترة اضطرابات وتحولات هامة في الساحة السياسية والدينية، وتركت بصمات عميقة على مسار التاريخ الإسلامي المتشابك والمعقد.