عام 1904، شهدت معركة “مضيق الوثن الأحمر”، وهي جزء من غزو بريطانيا لتبت، والتي أسفرت في النهاية عن فوز المملكة المتحدة على تبت. يُعرف المضيق بواحد من أهم المعارك التي وقعت في إطار هذا الصراع. وتأتي أهمية هذه المعركة من موقعها الاستراتيجي الحيوي وما تمثله من نقطة تحكم مهمة على المسارات البرية.
وتقع “مضيق الوثن الأحمر” في الصين، تحديدًا عند خط عرض 30.3563788 وخط طول 91.8027451. ويعد هذا الموقع مفصلياً في التاريخ العسكري للمنطقة، حيث جذبت المنطقة اهتمام القوى العظمى في ذلك الزمن، بما في ذلك بريطانيا وروسيا.
وتتميز المعركة بمشاركة عدة أطراف، حيث شارك فيها قوات بريطانيا وتبت بالإضافة إلى بريطانيا نفسها، وكذلك روسيا، وهو ما يبرز أبعادها الإقليمية والدولية. وقد شهدت هذه المعركة استخداماً متبادلًا للقوة العسكرية بين الطرفين، مع تبادل للهجمات والاشتباكات العنيفة.
وتعتبر المعركة جزءاً من حركة أوسع نطاقاً للسيطرة على تبت، والتي كانت تحت سيطرة متمردة ومستقلة تقريبًا في ذلك الوقت. وانتهت المعركة بفوز بريطانيا وخسارة تبت، مما أدى إلى تغيير جذري في الديناميكية السياسية والاجتماعية للمنطقة.
ويعكس فوز بريطانيا في هذه المعركة، وما تبع ذلك من سيطرتها على تبت، النفوذ العسكري والسياسي الهائل الذي كانت تمتلكه في ذلك الوقت، وكذلك يسلط الضوء على التنافس الشديد بين الدول الكبرى على السيطرة على الموارد والمسارات التجارية في آسيا.
ويعتبر مضيق الوثن الأحمر، والمعركة التي وقعت فيه، من المحطات الهامة في تاريخ الصراعات العسكرية في آسيا، وتظل شاهدة على التداعيات السياسية والاقتصادية والثقافية التي كان لها تأثير عميق على المنطقة على مر العصور.