عام 1536 شهدت معركة مهمة في تاريخ فرنسا والإمبراطورية الهابسبورغية، حيث جرت المواجهة في مدينة مرسيليا الواقعة في جنوب فرنسا. هذه المعركة كانت جزءًا من سلسلة من الصراعات الشهيرة التي اشتهرت بانخراط القوى الكبرى في العصور الوسطى، والتي تعرف باسم “حرب هابسبورغ-فالواز الثالثة”.
كانت الفترة التي سبقت المعركة مليئة بالتوترات والصدامات بين القوتين الهابسبورغية والفالوازية، حيث كانت كل من الإمبراطورية الهابسبورغية والمملكة الفرنسية تسعى لتوسيع نفوذها وسلطتها في أوروبا. وكانت مدينة مرسيليا – التي تعتبر ميناءًا استراتيجيًا على البحر الأبيض المتوسط - محط أنظار كل من القوتين، نظراً لأهميتها الاستراتيجية كموقع للتجارة والتأثير الثقافي.
تمثلت المشاركة في هذه المعركة من قبل قوات متعددة، حيث انضمت قوات هابسبورغ إلى تحالف يشمل تونس وقوى أخرى معادية للفالوازيين، بينما حظيت فرنسا بدعم من بعض القوى الإيطالية والألمانية المتحالفة معها في الصراع. وكانت الفرصة مواتية لتلك الدول المشاركة لتحقيق أهدافها السياسية والاستراتيجية من خلال الانتصار في هذه المعركة الحاسمة.
وبعد معارك شرسة وتكتيكات استراتيجية محكمة، تمكنت فرنسا من تحقيق الانتصار في معركة مرسيليا عام 1536، مما أدى إلى تراجع قوى الإمبراطورية الهابسبورغية وفقدانها لسيطرتها على المنطقة. وبذلك، كانت هذه المعركة نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراعات بين الهابسبورغ والفالوازيين، وأثرت بشكل كبير على توازن القوى في أوروبا في ذلك الوقت.
يجب أن نفهم أن هذه المعركة لم تكن مجرد تصادم عسكري، بل كانت نتيجة لتحالفات وتوترات سياسية واقتصادية وثقافية تمتد لعقود قبل الصدام الفعلي. وعلى الرغم من أن المعركة قد انتهت وفقدت أهميتها بمرور الزمن، إلا أن تأثيرها على الساحة السياسية والعسكرية في أوروبا لا يمكن إنكاره، حيث استمرت تداعياتها على الساحة الدولية لسنوات عديدة بعد ذلك.