معركة “مانغو” التي وقعت في عام 1814 تُعتبر واحدة من الفصول المهمة في تاريخ الصراعات الهندية والنيبالية، وتمثل نقطة تحول حاسمة في سير الحرب البريطانية الغورخاوية. ففي هذه الصراعات، التي تحدثت عنها السجلات التاريخية بتفصيل واسع، شهدت القوى المتنافسة جهودًا مكثفة لتحقيق السيطرة على المناطق ذات الاهتمام الاستراتيجي والجيوسياسي.
تعدُّ معركة “مانغو” استثنائية بما فيه الكفاية؛ إذ أنها لم تُحدَّد فقط مسار الصراعات في المنطقة، بل وأيضًا تحديد مصير الأمم المشاركة فيها. حيث اجتمعت في هذه المعركة قوى عسكرية من مختلف الجنسيات والثقافات، حيث تصاعدت التوترات بين المملكة البريطانية ونيبال، والتي كانت تعرف آنذاك باسم “جوركا”، بسبب المصالح الاستراتيجية والتوسع الإقليمي.
وقد شهدت المعركة مشاركة عسكرية هائلة، إذ اندلعت التصادمات بين القوات البريطانية والجوركا، وبالرغم من التحديات الجغرافية والمناخية القاسية، فإن الجانبين أظهرا إصرارًا كبيرًا على تحقيق أهدافهما العسكرية.
ومن الجدير بالذكر أن الصراعات المسلحة في تلك الفترة كانت معقدة ومتشابكة، حيث تداخلت المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية في معادلة الصراع، مما جعل النتائج أكثر أهمية وتأثيرًا على المستقبل الجيوسياسي للمنطقة.
وبالنظر إلى مختلف الجوانب العسكرية والاستراتيجية للمعركة، فإنه يمكن القول بثقة إن الصراعات الهندية النيبالية لم تقتصر على الميدان العسكري فقط، بل تعدت ذلك لتشمل أبعادًا سياسية وثقافية واقتصادية أخرى، وقد تركت بصمة عميقة على تاريخ المنطقة بأسرها.