في العام 1515، وقعت واحدة من أبرز المعارك في تاريخ إيطاليا، وهي معركة مارينيانو، التي تصادفت مع حروب الليغا المقدسة، وهي صراعات تاريخية شهدتها أوروبا في القرن السادس عشر. كانت معركة مارينيانو بمثابة نقطة تحول في هذا الصراع الطويل بين القوى الفرنسية والسويسرية والإيطالية.
بين جنوب شرق فرنسا وشمال غرب إيطاليا، وعلى بعد حوالي 25 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة ميلانو، نشبت هذه المعركة التي أسفرت عن نتائج مأساوية وتأثيرات واسعة النطاق على الساحة السياسية في المنطقة.
المشاركون في هذه المعركة كانوا من مختلف الأطراف والجبهات. تضمنت قوات فرنسا، التي كانت تحت قيادة الملك فرنسيس الأول، وقوات سويسرا، وقوات ميلانو، وكانت تتميز بمشاركة عدد كبير من المرتزقة السويسرية. كانت الصراعات الإيطالية-الفرنسية والإيطالية-السويسرية ملتهبة في تلك الفترة، وكانت معركة مارينيانو نتيجة مباشرة لهذه الصراعات، حيث كانت الأطراف تتناحر على الهيمنة والتأثير في المنطقة.
بالرغم من شراكة سويسرا مع فرنسا في بعض المناسبات السابقة، إلا أن الصراعات المصاحبة لهذه الفترة أدت إلى تدهور العلاقة بينهما، وأدت المصالح المتعارضة والتحالفات المتغيرة إلى نشوب المعركة.
وبعد معارك طاحنة ومواجهات شديدة، انتهت المعركة بانتصار فرنسا، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على التوازنات السياسية في المنطقة. فالفوز بالمعركة أعطى فرنسا ميزة استراتيجية هامة وسمح لها بتعزيز تواجدها ونفوذها في شمال إيطاليا.
من ناحية أخرى، فقد تكبدت سويسرا خسائر فادحة، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على قوتها وتأثيرها السياسي في المنطقة. بعد المعركة، تغيرت الديناميات السياسية والعسكرية في إيطاليا، وظهرت توازنات جديدة للقوى الفاعلة في المنطقة، مما أثر في الساحة الأوروبية بشكل عام.
تُعتبر معركة مارينيانو، بذلك، حدثًا تاريخيًا مهمًا في تاريخ الحروب الإيطالية والصراعات الأوروبية، وقد أثرت بشكل كبير على السياسات والأحداث في الفترة التي تلتها.