في عام 1371، شهدت معركة “ماريتزا”، والتي تعرف أيضًا باسم “معركة الكوسوفو الثانية”، واحدة من أهم المعارك في تاريخ البلقان خلال الفترة العثمانية. وقعت هذه المعركة في إطار الصراع الطويل بين الإمبراطورية العثمانية وممالك البلقان، خاصة صربيا وبلغاريا.
تعتبر معركة ماريتزا نقطة تحول في تاريخ المنطقة، حيث شهدت مواجهة عسكرية ضخمة بين القوات العثمانية بقيادة السلطان مراد الأول والقوات الصربية بقيادة الأمير لازار هربيندجانوفيتش. وقد جمعت هذه المعركة أحد أكبر التجمعات العسكرية في تلك الحقبة، حيث شارك فيها عدة ألاف من الجنود والفرسان من الجانبين.
بالرغم من أن المعركة انتهت بانتصار القوات العثمانية بقيادة مراد، إلا أنها شهدت مواجهات عنيفة ومأساوية، وسقوط العديد من الضحايا من الجانبين. تمثل هذه المعركة نقطة فارقة في توسيع نفوذ الإمبراطورية العثمانية في المنطقة، وفتح الباب أمامها لاحتلال المزيد من الأراضي في البلقان.
وتُعتبر معركة ماريتزا مثالًا حيًا على النزاعات الدائمة التي شهدها البلقان خلال تلك الفترة، والتي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجية العثمانيين في توسيع نفوذهم وسيطرتهم على المنطقة. تركت هذه المعركة بصمة عميقة على الساحة السياسية والعسكرية في البلقان، وأثرت في توزيع القوى والتوترات الإقليمية لعقود قادمة.