معركة ماراشتي (Maracesti)، التي وقعت في عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، تمثلت في مواجهة استثنائية بين القوات الرومانية والروسية من جهة، وبين التحالف الألماني البلغاري من جهة أخرى. وقد اندلعت هذه المعركة في إطار الصراعات التي شهدتها المنطقة شرق أوروبا خلال فترة الحرب العالمية الأولى، حيث كانت رومانيا تقاتل ضد التحالف الذي ضم ألمانيا وبلغاريا.
بعد احتلال القوات المركزية الألمانية والنمساوية المجرية لأجزاء من رومانيا في العام السابق، والذي أدى إلى انهيار الجبهة الرومانية، خرجت رومانيا من الحرب مؤقتًا. إلا أنها استعادت عافيتها وتمكنت من إعادة تنظيم قواتها مع مساعدة الحلفاء، وعادت للمشاركة في القتال ضد القوات المحتلة.
وتعتبر معركة ماراشتي واحدة من أبرز المعارك التي خاضتها رومانيا في هذه المرحلة، حيث جرت في منطقة استراتيجية هامة بالقرب من بلدة فوكشاني في مقاطعة فيتشو، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للسيطرة على الطرق التي تؤدي إلى الحدود الشرقية للبلاد.
تتميز هذه المعركة بشراسة القتال وتبادل الهجمات بين الجانبين، حيث قاتلت القوات الرومانية والروسية ببسالة شديدة لصد هجمات القوات الألمانية والبلغارية، اللتين كانتا تحاولان استغلال نجاحاتهما السابقة في الحرب لاستكمال تقدمهما نحو الشرق. ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها القوات المدافعة، فإنها نجحت في صد الهجمات والحفاظ على مواقعها.
وعلى الرغم من تكبد الخسائر البشرية الكبيرة من الجانبين، إلا أن المعركة انتهت بانسحاب القوات الألمانية والبلغارية وفشلها في تحقيق أهدافها، مما جعل النتيجة تمثل نقطة تحول هامة في مسار الحرب في المنطقة. وبالتالي، فإن فشل القوات المحتلة في اجتياز خطوط الدفاع الرومانية والروسية في ماراشتي كان له تأثير كبير على مجريات الحرب في المنطقة، وقد ساهم في استعادة الثقة لدى الحلفاء وتعزيز موقفهم في المنطقة.
تعتبر معركة ماراشتي، بالتالي، فاصلة هامة في تاريخ الحرب العالمية الأولى، حيث تجسدت فيها مقاومة شرسة من قبل القوات الرومانية والروسية ضد التحالف الألماني البلغاري، ونجحت في الدفاع عن أراضيها وصد هجمات العدو، مما جعلها معركة تحظى بمكانة خاصة في تاريخ الصراعات العسكرية في المنطقة.