في عام -368 قبل الميلاد، خلال فترة تاريخية مليئة بالصراعات والمعارك التي شهدتها المنطقة المتوسطية، جرت معركة مهمة في مدينة ليليبايوم، الواقعة في جزيرة صقلية الإيطالية. تلك المعركة تمثلت في نقطة تحول حاسمة في سياق الصراعات بين مدينة القرطاجنة القوية والإمبراطورية السرقسطية، والتي كانت تتنافسان على الهيمنة والسيطرة في المنطقة.
بعد أن كانت صقلية مسرحًا لصراعات متواصلة بين مدينة سيراكوزا السرقسطية ومدينة القرطاجنة القريبة، والتي كانت تسعى لتوسيع نفوذها وسلطتها في المنطقة، اندلعت المعركة الشهيرة في ليليبايوم. وفي هذا الصراع، اندفعت قوات من الجانبين لتحقيق السيطرة والهيمنة في صقلية.
تمثلت قوة المشاركين في هذه المعركة في مجموعة من القوات المتنوعة، حيث شاركت قوات كرونيوم والقوات القرطاجنية، بالإضافة إلى القوات السقيفية، وكذلك سكان ليليبايوم ذاتها. وقد تم تصنيف هذه المعركة ضمن الحرب الرابعة لديونيسوس، التي كانت تشهد نزاعات دائرة بين القوتين القرطاجنية والسرقسطية.
في نهاية المعركة، تمكنت قوات القرطاجنة من تحقيق الانتصار، حيث نجحت في هزيمة قوات سيراكوزا واستعادة السيطرة على ليليبايوم. وبهذا الفوز، تأكدت سيطرة مدينة القرطاجنة على صقلية، وتعززت مكانتها كقوة هامة في المنطقة.
تعتبر معركة ليليبايوم في عام -368 قبل الميلاد محطة هامة في تاريخ المنطقة، حيث أثبتت القرطاجنة قوتها وقدرتها على التغلب على منافسيها وتوسيع نفوذها في البحر الأبيض المتوسط، مما أثر بشكل كبير على السياسات والتوازنات القومية في ذلك الوقت.