في الصيف الحارق لعام 1689، خلال فترة من الصراعات المستعرة في إطار حرب الثورة المجيدة، شهدت مدينة لندنديري واحدة من أبرز المعارك التي تمثلت في صراع شديد بين القوى البروتستانتية والكاثوليكية في أيرلندا. بالتحديد، وقعت هذه المعركة في إطار الصراع بين قوات ويلياميت وجاكوبيت، حيث شهدت اندلاع توترات قوية بين الطرفين.
تقع مدينة لندنديري، الواقعة في شمال غرب جزيرة أيرلندا، على الحافة الشمالية لنهر فويل، وقد تمتاز بموقعها الاستراتيجي المهم والذي جعلها محط أنظار القوات المتنافسة خلال هذه الحرب. وقد أصبحت المدينة مسرحًا لمواجهات شرسة بين القوات المتصارعة.
بينما كانت القوات الويليامية تمثل الفصيل البروتستانتي والذي كان يتمتع بدعم المملكة المتحدة، فإن الجاكوبيت كانوا يمثلون الفصيل الكاثوليكي وكانوا يدعمون السلطة الملكية لجيمس الثاني، الذي كان محاولًا استعادة العرش الإنجليزي والإسكتلندي والإيرلندي.
وقد اشتعلت المعركة في الأساس بسبب محاولة القوات الجاكوبية فرض حصار على المدينة، حيث تمتلك المدينة أهمية استراتيجية كبيرة كمركز للتحالف البروتستانتي في المنطقة. ومع استمرار القوات الجاكوبية في محاولاتها لاحتواء المدينة، تحولت المعركة إلى نزاع طويل ومرير.
بالرغم من الظروف القاسية التي واجهها سكان المدينة والحصار الذي استمر لعدة أشهر، إلا أنهم استمروا في المقاومة ببسالة وشجاعة. وفي النهاية، استطاعت القوات الويليامية المدافعة عن المدينة بنجاح، مما أدى إلى هزيمة القوات الجاكوبية وانسحابها.
يُعتبر فوز القوات الويليامية في معركة لندنديري نقطة تحول مهمة في سير الحرب، حيث ساهم هذا الانتصار في تعزيز موقع القوات البروتستانتية وتقويض محاولات القوات الكاثوليكية في المنطقة. وبذلك، تبوأت المدينة مكانة بارزة في تاريخ الصراعات الدينية والسياسية في أيرلندا والمملكة المتحدة.