في عام 1760، شهدت معركة كيبيك في إطار الحرب العالمية السابعة أحداثاً مميزة، حيث تصادمت القوات الفرنسية والبريطانية في أراضي كيبيك بكندا، في مواجهة استراتيجية لتحديد مسار المستقبل الاستعماري لهذه المنطقة الحيوية. وتجسدت المعركة في صراع عسكري حاسم بين القوات المتصارعة، مما جعلها حدثاً تاريخياً محورياً في الصراع بين الإمبراطوريات الأوروبية على السيطرة على العالم الجديد.
بدأت المعركة بتجمع القوات البريطانية والفرنسية في المنطقة المحيطة بمدينة كيبيك، حيث نشرت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال لويس جوزيف دو مونكالم بشكل استراتيجي للدفاع عن هذا الإمبراطورية الفرنسية الهامة في أمريكا الشمالية. ومن جهتها، حشدت القوات البريطانية بقيادة الفريق العسكري جيمس موراي، الذي كان يسعى لاستعادة المدينة من الفرنسيين وتوسيع نفوذ الإمبراطورية البريطانية في المنطقة.
وفي يوم المواجهة، تصاعدت حدة القتال إلى ذروتها، حيث شهدت الميادين الواسعة لكيبيك مواجهات عنيفة بين الجانبين. استخدمت القوات الفرنسية تكتيكات الدفاع عنيفة ومتماسكة، مستفيدة من التضاريس الطبيعية المحيطة بالمنطقة، في محاولة لصد هجوم القوات البريطانية الهائلة. بينما حاولت القوات البريطانية بكل قوة تحطيم الدفاعات الفرنسية واختراق خطوطها للوصول إلى المدينة.
وبعد معارك شرسة وتضاريس صعبة، تمكنت القوات البريطانية أخيرًا من كسر صفوف الدفاع الفرنسية، مما أدى إلى انهيار الدفاعات واستسلام الجنود الفرنسيين. وبهذا الانتصار الحاسم، تمكنت المملكة المتحدة من تحقيق نصر استراتيجي مهم، وفرضت سيطرتها على مدينة كيبيك وبالتالي على المنطقة بأكملها.
وبهذا السيناريو العسكري الدرامي، انقلبت معالم السيطرة الاستعمارية في أمريكا الشمالية، حيث أضحت المملكة المتحدة سيدة الوضع، في حين انحسر نفوذ الإمبراطورية الفرنسية في المنطقة. ومن هنا، تاريخياً، تعتبر معركة كيبيك في عام 1760 من المعارك الحاسمة التي أثرت في مسار التاريخ العالمي، وشكلت نقطة تحول استراتيجية في الصراع العسكري بين الإمبراطوريات الأوروبية في العصر الحديث.