في العام 1900، شهدت منطقة كوسيري في الكاميرون حدثاً تاريخياً هاماً ضمن سياق فترة الغزو الفرنسي لتشاد. كوسيري، الذي أضحى موقعاً لإحدى المعارك المهمة في هذا السياق، أصبح مسرحاً لتصفية الصراعات والمعارك التي شاركت فيها جماعات متعددة.
في هذا الصدد، فقد جاءت المشاركة في المعركة من قبل مجموعة واسعة من الأطراف، حيث تضمنت الفرنسيين الذين كانوا يسعون إلى فرض سيطرتهم على المنطقة، بالإضافة إلى قوات من تشاد، ومجموعات مسلمة، وقوات من الكونغو، وقوات من منطقة فيرناند، وكذلك مشاركة من الجزائر والكاميرون. كانت هذه التحالفات تعكس تعقيدات الصراع وتنوع المصالح في المنطقة خلال تلك الفترة الزمنية.
يُعد الصراع جزءاً من فترة فتح فرنسا لتشاد، حيث كانت الحروب الاستعمارية تشهد تصاعداً في مختلف أنحاء القارة الإفريقية. في هذا السياق، تمثلت المعركة في كوسيري كفرصة لتحقيق التفوق وتأمين المصالح الاستراتيجية للأطراف المشاركة.
فيما يتعلق بالفاعلين الرئيسيين في هذا النزاع، فقد تمثلت فرنسا في دور القوة الاستعمارية التي كانت تسعى إلى توسيع نفوذها والتحكم في المنطقة. بينما كانت قوات تشاد والمجموعات المسلمة والكونغو وفيرناند تمثل مقاومة لهذه المحاولات، وكان لديها مصالحها الخاصة وتحالفاتها الفريدة.
في نهاية هذا الصراع، أظهرت السجلات أن فرنسا كانت الفائزة، وأن شاري كانت الخاسرة. يُعزى الفوز إلى قدرة القوة الاستعمارية على التحكم في التطورات على الأرض وفرض هيمنتها.
يجسد هذا الصراع على مسرح كوسيري جزءاً من تاريخ النضالات الاستعمارية في إفريقيا، حيث تشكل المعارك والصراعات في هذه الفترة تحديات هامة تشكل جزءاً من تشكيل الحاضر والمستقبل للقارة. تُظهر هذه الأحداث القوى المتصارعة والتحالفات المعقدة التي كانت تحكم المشهد في تلك الفترة، مما يجعلها محطة مهمة في تحليل تطورات التاريخ الإفريقي في مرحلة الاستعمار.