في العام -605 قبل الميلاد، خاضت الحروب الفتاكة في أراضي سوريا، حيث كانت مسرحًا لإحدى أهم المعارك في تاريخ بابل وآشور. المعركة التي اندلعت في موقع قديم يعرف بـ “كركميش”، الذي يقع في الشمال الشرقي لسوريا، تعتبر واحدة من المحطات المهمة في سلسلة الحروب التي خاضها البابليون في سياق فترة فتوحاتهم وتوسيع إمبراطوريتهم.
كانت الحرب جزءًا من سلسلة حروب فتح بابل للمناطق المحيطة بها، حيث كانت مصر وآشور من بين القوى الكبيرة التي تحاول الحفاظ على نفوذها في هذه المنطقة الحيوية. بلغت التوترات ذروتها في تلك الفترة، وباتت معركة كركميش نقطة تحول حاسمة.
شاركت في هذه المعركة مجموعة متنوعة من الأطراف، حيث ضمت القوات البابلية بقيادة ملك بابل، الذي كان يسعى إلى توسيع حدود إمبراطوريته، وكان لديه تحالف استراتيجي مع بعض المدينتين الرئيسيتين، هاران وكركميش. من جهة أخرى، تحالفت آشور ومصر بقواتهم لمواجهة التهديد البابلي والحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
كانت القتالية في هذه المعركة شرسة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيوش المتنافسة. كركميش شهدت اندلاع صراع عنيف على ضفاف نهر الفرات، حيث تصاعدت حدة المعارك بين البابليين وقوات آشور ومصر، وكانت هناك مشاركة نشطة من جانب بعض المدين الأخرى في المنطقة مثل بابلونيا وسوريا وفلسطين.
تكشف السجلات التاريخية أن النتيجة النهائية لهذه المعركة الدامية كانت لصالح بابل، حيث نجحت في هزيمة آشور ومصر وتأمين هيمنتها على المنطقة. كانت هذه الفوز البابلي في كركميش هو السبب وراء تغييرات كبيرة في خريطة السلطة في الشرق الأوسط، وأثر ذلك على السياسات والتحالفات في السنوات اللاحقة.
تاريخ كركميش -605 قبل الميلاد يظل شاهدًا على تعقيدات العلاقات السياسية والاقتتال الدائر في تلك الفترة التاريخية، حيث ارتبطت الأحداث هناك بتحولات كبيرة في العالم القديم، وعلى وجه الخصوص في إقليم بلاد الشام والشرق الأدنى.