معركة فيسبي (1361) كانت مأساة تاريخية تمثلت في تصادمٍ مروعٍ بين قوى مختلفة، حيث تصاعدت التوترات والصراعات في سياق حرب من نوع خاص، وهي حروب رابطة هانزية، التي شهدت تداعيات ونتائج بالغة الأهمية على المنطقة والدول المشاركة. ترجع الأحداث إلى عام 1361، حينما دخلت قوات دنماركية إلى جزيرة غوتلاند في محاولة لفرض سيطرتها وتوسيع نفوذها في المنطقة.
في أعقاب هذه الغزو، تصاعدت التوترات بين قوات الدنمارك وسكان جزيرة غوتلاند، الذين كانوا يشكلون المقاومة ضد الاحتلال الدنماركي. تصاعدت المواجهات بين الجانبين إلى معركة مروعة في مدينة فيسبي، حيث اشتبكت القوات بشراسة في شوارع المدينة الضيقة والمتاهة.
بالرغم من شراسة المقاومة من جانب القرويين الغوتلانديين، إلا أن القوات الدنماركية كانت أقوى من حيث التنظيم والتسليح، مما أدى في النهاية إلى هزيمة قوات غوتلاند وفرارهم. ولكن لم تكتف القوات الدنماركية بالانتصار العسكري فقط، بل تجاوزت ذلك إلى مرحلة المذبحة، حيث تعرض السكان المدنيين والمقاومين لموجة من العنف والقتل، مما أدى إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين.
تأتي هذه الأحداث ضمن سياق أوسع للصراعات والحروب في فترة القرون الوسطى، حيث كانت القوى الدولية تتنافس على السيطرة على الموارد والمناطق الاستراتيجية. وتُعتبر معركة فيسبي وما تبعها من مذبحة نقطة فارقة في تاريخ المنطقة، حيث تركت آثارًا عميقة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان المحليين وأيضًا على العلاقات بين الدول المتورطة.