معركة فارنا التي وقعت في عام 1828، كانت جزءًا من الحرب الروسية التركية، وهي من أبرز الصراعات التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة التاريخية المضطربة. تحمل هذه المعركة بين طياتها الكثير من الأحداث والتطورات التي أثرت على مسار الحرب وتوجيهاتها.
في ذلك الزمن، كانت بلغاريا – التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية في تلك الفترة – مسرحًا لتصادم القوى الروسية والتركية. وكانت فارنا، بوصفها ميناءًا هامًا على البحر الأسود، تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة لكلا الطرفين.
استنادًا إلى البيانات المتاحة، فإن المشاركين في هذه المعركة شملوا القوات الروسية واليونانية، بالإضافة إلى القوات التركية. ورغم التحالف اليوناني – الروسي في هذه المعركة، إلا أنهما كانا مواجهين لتحديات جسيمة من الجيش العثماني القوي.
واختتمت هذه المعركة بانتصار لروسيا، وهي القوة التي تعتبر الفائز النهائي، بينما تكبدت الإمبراطورية العثمانية خسائر كبيرة، مما أثر بشكل كبير على توازن القوى في المنطقة.
تعد معركة فارنا في عام 1828 من المعارك التي لها تأثير كبير على مسار الحرب، وكذلك على التاريخ السياسي والعسكري للمنطقة بشكل عام. وقد تمثلت أهمية هذه المعركة في توضيح النفوذ والسيطرة في شبه الجزيرة البلقانية والمناطق المجاورة، كما تركت آثارها العميقة على التوازنات الإقليمية في فترة ما بعد الحرب.