عام 1444 شهد معركة فارنا، واحدة من أهم المواجهات العسكرية في تاريخ البلقان والتي شهدت مواجهة بين القوى المتنافسة في المنطقة في ذلك الوقت. وقعت هذه المعركة في إطار الصراعات الشرسة بين الدولة العثمانية والقوى الأوروبية، وتحديدًا في إطار الحروب التركية المجرية.
في عام 1444، اجتمعت قوى عدة تمثلت في المجر وبولندا وسيربيا ووالاشيا والكوسوفو لمواجهة التوسع العثماني. تمثلت هذه القوى في تحالفات معقدة تأمل في صد الهجمات العثمانية وتحقيق النصر في الميدان. ومع ذلك، كانت المواجهة مع القوة العسكرية العثمانية، التي كانت في ذلك الوقت تواصل توسعها باتجاه أوروبا الشرقية، تحديًا شديد الصعوبة.
تصاعد التوتر بين الجانبين، واندلعت المعركة في مكان يعرف اليوم بمدينة فارنا ببلغاريا. شهدت المعركة مشاركة عدة جيوش، من بينها الجيوش المجرية والبولندية والصربية والوالاشية والكوسوفية، وقوات أخرى كانت تحلم بإنهاء التوسع العثماني.
لكن، بالرغم من شراسة المواجهة والجهود الباسلة التي بذلها الجانب الأوروبي، إلا أن النتيجة كانت لصالح الدولة العثمانية. بقيادة السلطان مراد الثاني، تمكنت القوات العثمانية من تحقيق النصر في هذه المعركة الحاسمة.
وبذلك، فإن الفوز في معركة فارنا في عام 1444 كان من نصيب الدولة العثمانية، بينما خسرت بولندا والمجر والجانب الصليبي، إضافة إلى باقي القوى المشاركة في التحالف الأوروبي.
تعتبر هذه المعركة نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراعات بين الدولة العثمانية والقوى الأوروبية، حيث تأكدت خلالها قوة الجيش العثماني وقدرته على التغلب على تحالفات الدول الأوروبية المتعددة.