في العام 1698، شهدت جزيرة صاموثراكي في البحر الإيجا التصعيد العسكري بين جمهورية البندقية والإمبراطورية العثمانية ضمن إطار الصراعات الطويلة المعروفة بالحروب البندقية-العثمانية. تمثلت هذه الصراعات في سلسلة من المواجهات البحرية والبرية التي استمرت لعقود وأثرت بشكل كبير على توازن القوى في المنطقة وعلى الساحة الدولية بشكل عام.
وتحديدًا في معركة صاموثراكي التي جرت في ذلك العام، اندلعت المواجهة بين أسطولي البندقية والعثماني، حيث تصاعد التوتر بين القوتين البحريتين في المياه الإقليمية المتنازع عليها. وفي ظل هذا السياق، تصاعدت التحركات العسكرية لكلا الجانبين، وقد انتهت المعركة بنتيجة تعادل، حيث لم يتم تحقيق انتصار مطلق لأي من الأطراف.
تشير المصادر التاريخية، بما في ذلك كتاب “Clodfelter, Warfare and Armed Conflict”، إلى أن الصراع شهد تجمعًا بحريًا كبيرًا، حيث قامت 32 سفينة عثمانية بالتصدي لـ 20 سفينة بندقية، مما يشير إلى وجود أقل من 5000 رجل في المواجهة. هذه الأرقام تلمح إلى حجم القوات المشتركة التي شاركت في هذه المعركة الملحمية.
وتأتي هذه الأحداث ضمن سياق أوسع للصراعات بين القوى البحرية الكبرى في المنطقة، حيث كانت البندقية والدولة العثمانية تتنافسان على الهيمنة البحرية والسيطرة على الطرق التجارية البحرية الحيوية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.
بالرغم من أن نتيجة المعركة تم تسجيلها كتعادل، إلا أن هذه المواجهة البحرية تعكس التوترات الشديدة والمنافسة القوية بين البندقية والدولة العثمانية في هذه الفترة التاريخية المهمة، والتي شكلت جزءًا لا يتجزأ من تطورات العلاقات الدولية في القرن السابع عشر.