في صيف عام 1853، تأتي معركة سينوب البحرية كواحدة من الأحداث البارزة التي شهدتها الحرب القرمية، وهي الصراع الذي نشب بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، وذلك في إطار المنافسة على النفوذ والتأثير في المناطق الشرقية، وخاصة في شبه الجزيرة البلقانية ومنطقة البحر الأسود.
تمثلت المعركة في اشتباك بحري عنيف بين الأسطول البحري الروسي وقوات البحرية العثمانية في ميناء سينوب الذي يقع على ساحل البحر الأسود. وتجسدت مساهمة كل طرف في هذه المعركة البحرية الحاسمة بمجموعة من السفن الحربية المجهزة بأحدث التقنيات البحرية في ذلك الوقت.
توغلت السفن الروسية في المياه العثمانية واستهدفت السفن العثمانية والبنية التحتية البحرية في المنطقة، مما أسفر عن خسائر فادحة للجانب العثماني وتدمير عدد كبير من السفن والممتلكات البحرية التابعة لهم.
وبعد معركة سينوب، انقلبت الميزان العسكري لصالح الروس، حيث تمكنت روسيا من السيطرة على المياه الإستراتيجية في البحر الأسود وتعزيز سيطرتها على المنطقة الجنوبية الشرقية لأوروبا. وبذلك، تحققت النصر لصالح روسيا في هذه المعركة، فيما كانت الدولة العثمانية الخاسر الرئيسي، حيث أصبحت تعاني من تدهور في قوتها البحرية وتنامي التأثير الروسي في المنطقة.
وتعتبر معركة سينوب البحرية إحدى النقاط المحورية في تاريخ الحرب القرمية، حيث أنها ساهمت في تحديد مجريات الأحداث وتوجيه الاتجاهات السياسية والعسكرية للأطراف المتصارعة، وأثرت بشكل كبير على مسار الصراع ونتائجه المستقبلية.