في عام 1085، شهدت مدينة سيراكيوز في إيطاليا حدثاً تاريخياً هاماً خلال صراع الفترة الوسطى الذي شهدته المنطقة، إذ تمثلت هذه المعركة في إطار فترة الفتوحات النورمانية في جنوب إيطاليا، وهي فترة تميزت بتوسع النورمان واستيلائهم على العديد من المناطق التي كانت تخضع للحكم الإسلامي في صقلية.
سراكيوز، وهي مدينة تقع في جزيرة صقلية، كانت موقعاً لمعركة استراتيجية بين القوات النورمانية والقوات الإسلامية في عام 1085. وقد تمثلت القوى المشاركة في هذه المعركة في القوات النورمانية التي كانت تنتمي لمنطقة باليرمو، والتي كانت تقع شمال صقلية وتشكلت على يد النورمان، بينما كانت القوات المنافسة تمثل الحكم الإسلامي في صقلية والتي كانت تنتمي لمنطقة كاتانيا، وهي مدينة تاريخية هامة تقع على الشرق الجنوبي لجزيرة صقلية، وتمثلت أيضا في بعض الأحيان في قوة صقلية الإسلامية.
يعتبر هذا الصراع جزءاً من ما يعرف بفترة الفتوحات النورمانية في جنوب إيطاليا، حيث كانت قوات النورمان تسعى إلى التوسع والسيطرة على المناطق التي كانت تخضع للحكم الإسلامي في صقلية، وهو ما جعل هذه المعركة لها أهمية استراتيجية كبيرة.
وفي نهاية المعركة، تمكن النورمان من تحقيق النصر، حيث تم هزيمة القوات الإسلامية واستيلاؤهم على مدينة سيراكيوز. وبذلك، تمثلت النتيجة النهائية لهذه المعركة في تأكيد سيطرة النورمان على المنطقة وتأمين مكانتهم كقوة هامة في جنوب إيطاليا في ذلك الوقت.
تعد هذه المعركة مثالاً على الصراعات الثقافية والعسكرية التي شهدتها صقلية خلال العصور الوسطى، وتظل ذاكرة تاريخية تشير إلى التغيرات الجذرية في السيطرة السياسية والثقافية في المنطقة خلال تلك الفترة المضطربة من التاريخ.